فيما بدأت بعض مستشفيات القطاع الخاص في القصيم ترفض استقبال الحالات المحولة من المستشفيات الحكومية، سادت حالة غضب في بريدة والمراكز القريبة بسبب أزمة أطباء وتمريض وسرر أصابت مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة، ما أسهم في فقدان شيء من الثقة بالمستشفى الذي يخدم مدينة بريدة ومحافظات القصيم وعددا من المناطق المجاورة التي تحيل مرضاها للمستشفى الذي لم يعد يفي بالمتطلبات. وأصبح الوضع الداخلي للمستشفى صعبا على المرضى ومرافقيهم من حيث الخدمات الطبية وحتى على مستوى النظافة وتوفر الدواء والخدمات المساندة بعد إغلاق غرف قال البعض انها تحوي أسرة تصل إلى 140 سريرا. وشكا كثير من المراجعين من وضع المستشفى من حيث طول المواعيد وضعف الخدمات والعجز عن العثور على سرير، فيما شكا عاملون من الأداء الإداري الذي تدار به المستشفى. وظهر ل«عكاظ» في جولة على المستشفى، التكدس الذي لا يطاق في العيادات الخارجية وأمام الصيدلية، فيما تضجر كثير من المرضى الذين التقيناهم من طول فترات المواعيد، وكان وضع قسم الطوارئ بالمستشفى صعبا حيث أوضح عاملون أنهم يعانون حرجا شديدا مع المرضى، حيث لا يوجد عدد أطباء كاف ولا تمريض كاف، وقسم النساء بلا تكييف. وكشف أحد العاملين أن المنطقة الباردة بها 12 سريرا بممرضتين فقط وطبيب واحد وكذلك قسم النساء ما يعني أن الانتظار يتجاوز المعدل المعتاد فيما يوجد في المنطقة الحمراء 12 سريرا ولا يوجد بهذه المنطقة الخطرة أخصائي إسعاف والموجود 3 أطباء اختصاصات عادية وغير مؤهلين للطوارئ. وقال احد المشرفين: نطلب الاستشاري في الحالات الصعبة، وبالرغم من أنه في القسم، إلا أنه قد يحتاج زمنا من ساعة إلى ساعتين لوصوله إلى مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة، ما يضاعف حالة المريض. وأمام بوابة الطوارئ سمعت صراخ مواطن ينقل مصابا بحادث لم تستجب له الممرضات واضطر إلى نقله بمعاونة احد عمال النظافة، وسألت احد المشرفين عن عدم الاستجابة وقال انه النظام الذي يمنع خروج التمريض والأطباء من التعامل مع الحالة القادمة بسيارة خاصة حتى تصل إلى منطقة الطوارئ. نقص التمريض «عكاظ» عرضت الملاحظات على الدكتور أحمد بن ابراهيم السلوم استشاري أمراض الباطنة والكلى ومدير مستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة، فأكد أن التمريض هو شريان رئيسي في مختلف المستشفيات وأزمة التمريض موجودة على مستوى مختلف المناطق وذلك لاشتراط التمريض أن يكون من حملة البكالوريوس وليس الدبلوم والمستشفى انتهج في هذا الشأن نهجين الأول تدريبي وهو يهدف إلى رفع كفاءة العنصر التمريضي المتوفر لرفع مستوى الأداء من جانب ودعم المستشفى بأعداد إضافية من التمريض بعد أن تم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة في المنطقة ريثما وصول عنصر التمريض الذي تم التعاقد معه مؤخرا من الفلبين خلال الأيام القادمة بمشيئة الله. وعن مصاعب توفير الأسرة قال السلوم فعلا مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة هو مستشفى مرجعي بالمنطقة بل ويتجاوزها ليخدم شمال المملكة وهذا ما أوجد ازدحاما على مستوى السرير في الأقسام والعناية المركزة ونحن نعمل بجد في سبيل إيجاد حلول سريعة لخدمة المرضى بشكل وقتي حتى يتم تشغيل برج مستشفى بريدة المركزي الجديد حيث ان الآلية الآن تتضمن توفير سرير العناية للمرضى بالمنطقة أو في مستشفيات القطاع الخاص على حساب وزارة الصحة مع متابعة حالة المريض من خلال الفرق الطبية كما صدر توجيه وزير الصحة بالتنسيق لتوفير سرير المريض في أقسام التنويم حسب الاحتياج مستشفيات القطاع الخاص إذا لم يتوفر في المستشفيات الحكومية يتم تحديدهم على حسب الرأي الطبي والسعة السريرية للمستشفى. وعن الشكوى في إغلاق بعض الغرف التي سببت عجزا في المستشفى أضاف السلوم تم تقليل عدد الأسرة لانخفاض معدل نسبة عدد التمريض للأسرة المشغلة وذلك لضمان خدمة المريض صحيا بشكل أفضل وستزول هذه الأسباب بعد وصول التمريض المتعاقد معه قريبا. وعن الحديث عن تصرف إدارة المستشفى مؤخرا بإنهاء عقود أطباء مميزين أو أجهزة تمريض رد بالقول من الطبيعي أن تنتهي عقود العاملين بالمستشفى من أطباء وفنيين حسب العقود الموقعة مسبقا أو لبلوغهم السن القانونية وهذا وارد في مختلف المواقع الصحية. خطوات تطويرية وبين أن المستشفى يمر حاليا بعدة خطوات تنظيمية وتطويرية في المستشفى تشمل توسعة العناية المركزة، حيث ستتم توسعة السعة السريرية لقسم العناية المركزة في مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة إلى أكثر من 40 سريرا قريبا إن شاء الله وذلك بعد اعتماد المشروع الذي من شأنه تأمين أسرة عناية مركزة إضافية تسهم في حل أزمة أسرة العناية التي نعاني منها حاليا. كما أن هناك أعمال البنية التحتية، حيث تم اعتماد متابعة تحديث البنية التحتية للمستشفى وهي تشمل جميع الأعمال الخدمية من كهرباء، مياه، هواتف، توصيلات، بعد اعتماد 165 مليون ريال من شأنها تحديث هذه الخطوط مما يقلل من الأعطال ويجود الخدمة وأهم التحديثات المعتمدة هي تحديث أجهزة التكييف. وأشار مدير تخصصي بريدة إلى أنه تم إسقبال عدة مجموعات تقييم أجنبية من مستشفيات عالمية لتقييم مستوى الأداء والمخرجات وحصل المستشفى خلالها على معدلات جيدة وثناء مميز «وهو الآن في طريقه لاختبارات القياس العالمية (JCI) والتي لا يتقدم لها أي مستشفى فما بالك بمن ينافس بقوة لاجتيازها».