إشارة إلى التقرير المنشور في عدد «عكاظ» الصادر في يوم الأحد 11 ربيع الأول 1435ه، تحت عنوان «الأحساء تتطلع لتوسيع المتحف الوطني لاستيعاب موروثها الحضاري» والذي أشار فيه الباحث في التراث الشيخ عبدالعزيز العصفور إلى تطلع أهالي الأحساء لمتحف وطنيٍ معتبر يتناسب مع عراقة منطقتهم الموغلة في القدم، أوضح مدير عام الإعلام والعلاقات العامة بالهيئة العامة للسياحة والآثار ماجد بن على الشدي أن متحف الأحساء الحالي الذي أنشئ عام 1405ه، أعد ليكون متحفا توثيقيا يحتوي على اللوحات والخرائط والرسومات التي تعطي فكرة جيدة عن الأدوار التاريخية التي مرت بها المنطقة الشرقية بشكل عام، وفي الوقت نفسه يبرز أهم المكونات التاريخية للأحساء ابتداء من التاريخ الطبيعي والعصور الحجرية، وانتهاء بالدولة السعودية الثالثة وما تشهده من مظاهر التنمية الحديثة، وليس صحيحا أنه لا توجد لوحات تعريفية للمتحف، حيث توجد لوحتين تعريفيتين بالمتحف إحداهما على الرصيف الخارجي، والأخرى على المبنى وتحملان مسمى المتحف، وتعريفا مختصرا عنه، وقد تم تصميمهما وفق الهوية المعتمدة للهيئة العامة للسياحة والآثار، كما توجد أمام المتحف مواقف للسيارات، ويحظى المتحف بإقبال جيد من الزوار، وقد بلغ عدد زواره خلال عام 1434ه/2013م، (8360) زائرا. وما يخص مكتبة المتحف تم تجهيز المكتبة للباحثين، فهي ليست مكتبة عامة، ولكنها مكتبة متخصصة متاحة لمن يسعى إليها من الباحثين، ويتم تزويدها أولا بأول بالجديد من الكتب والدوريات المتخصصة، ويتم طلب الإصدارات الحديثة في مجال التخصص من مصادرها كإهداء، وقد تم تخصيص جزء من قاعة الاستقبال بالمتحف لعرض إهداءات المواطنين والقطع المستعادة، ونظراً لأن المتحف لا توجد به أماكن أو قاعات مخصصة للعروض الزائرة والأنشطة الثقافية، تقام أنشطته ضمن أنشطة فرع الهيئة بالأحساء من خلال تنظيم الفعاليات في القصور والمعالم الأثرية التي تتميز بها الأحساء، ومع أن مساحة المتحف لا تتجاوز ال(4000م2) إلا أنه يقدم لرواده رصدا مفصلا لتاريخ المنطقة من خلال (1400) قطعة تتنوع بين القطع الأثرية والتراثية والعملات الإسلامية والمخطوطات والصور النادرة. وردا على ما أورده الباحث حول أن «صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وعد بتطوير متاحف المملكة، متمنيا أن تحظى الأحساء بمتحف يليق بها ويستوعب تراثها الضخم». نؤكد للباحث الكريم أن سمو رئيس الهيئة يولي الأحساء كاملة وليس المتحف فقط اهتماما كبيرا انطلاقا من قناعة سموه الراسخة بأهمية الموروث التاريخي والحضاري الذي تختزنه الأحساء ومدنها، ولعل زيارات سموه المتكررة لمواقع الأحساء الأثرية والتراثية، ومتابعته الدقيقة لمسارات تنفيذ المشروعات المرتبطة بها يعكس هذا الاهتمام الكبير الذي توج بموافقة سموه على إنشاء مبنى جديد لمتحف الأحساء الوطني، حيث يتم العمل حاليا على إنهاء إجراءات التصاميم للبدء في تنفيذ المشروع ضمن برنامج الهيئة لتطوير وإنشاء المتاحف الإقليمية، وتقدر الكلفة الإجمالية المتوقعة لمتحف الأحساء الجديد، بحوالى (45) مليون ريال، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع في غضون عامين، ونود هنا أن نشير إلى أن الأحساء تتمتع بوفرة من المتاحف والمجموعات المتحفية الخاصة، وفي إطار اهتمام الهيئة بدعم وتطوير المتاحف الخاصة تم الترخيص ل(8) متاحف منها، وهناك (5) متاحف أخرى تحت إجراءات الترخيص بالهيئة.