افتتح الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار مساء أمس (السبت 11/2/2012) معرض "الآثار الوطنية المستعادة" الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار في المتحف الوطني بالرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، وذلك بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة " الجنادرية 27 ". وحضر الافتتاح الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة وعدد من الأمراء وجمع من كبار المسؤولين والإعلاميين. وفور وصول رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قص الشريط إيذاناً بافتتاح المعرض، ثم التقطت الصور التذكارية لسموه مع الأشخاص الذين قاموا بتسليم القطع الاثرية المستعاده للهيئة العامة السياحة والآثار. عقب ذلك قام برفقة الضيوف بجولة حول المعرض واستمع لشرح حول القطع المستردة ، مشيداً بما يوليه خادم الحرمين الشريفين من اهتمام بآثار المملكة وتراثها, وما تجده جهود المحافظة على التراث وتنميته من دعم كبير من ولي العهد, الذي يعكس بوضوح عناية الدولة واهتمامها بالتراث الوطني ليبقى سجلاً لتاريخ الوطن وشاهداً حياً على ملحمة وحدته وتأسيسه.وقال رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار : " إن توجيهات خادم الحرمين الشريفين بافتتاح معرض الآثار الوطنية المستعادة ليكون متزامناً مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة في عامه السابع والعشرين، تأكيد على أهمية هذه المناسبة التي تقام في وقت يُمّكن أكبر عدد من المواطنين وضيوف الجنادرية وزوارها من حضور المعرض والاطلاع على محتوياته وكنوزه الأثرية والتاريخية". وأضاف: " إن هذا المعرض يمثل تتويجاً للجهود التي بذلتها الهيئة العامة للسياحة والآثار ومؤسسات الدولة والمواطنون خلال السنوات الماضية وتمكنت من خلالها من استعادة أكثر من أربعة عشر ألف قطعة تمثل التعاقب التاريخي الذي شهدته أرض المملكة على مدى العصور التاريخية وما قبل التاريخ، ودعوة مفتوحة لكل من يحتفظ بقطع أو مجموعات أثرية داخل المملكة أو خارجها إلى تسليمها للهيئة، لعرضها في المتاحف المتخصصة، وليطلع عليها المواطنون والزائرون، ويستفيد منها الباحثون في إكمال سلسلة التعاقب التاريخي وتقاطع الحضارات الذي حفلت به الجزيرة العربية ""، معتبراً تكريم الدفعة الأولى من الذين سلموا ما لديهم من قطع أثرية حلقة أولى ضمن حملة استعادة الآثار، ومثال لما سيتم خلال المعارض المماثلة التي سيتم تنظيمها دورياً لعرض الآثار المستعادة وتكريم المبادرين بالإعادة الطوعية وتسجيل أسمائهم ضمن سجلات التراث الوطني، إلى جانب الجهود القانونية لاستعادة الآثار التي يحتفظ بها المواطنون أو تلك التي خرجت من المملكة بطرق غير مشروعة. وأشارإلى أن : " تراثنا جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية، وأن فقدان أي عنصر منه يعد فقداناً لجزء من ثقافة البلاد، وخسارة لا يمكن تعويضها؛ والتوجيهات السامية تؤكد على مواصلة الجهود لاستعادة آثارنا من الداخل والخارج بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة وبالتعاون مع شركائنا". وعبرالأمير سلطان بن سلمان عن تقديره للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية والقائمين عليه برئاسة الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا لمهرجان الجنادرية في الإسهام بحفظ التراث الوطني وما مثله المهرجان من خيط رفيع انتظم التراث وأبقاه حاضراً في أذهان الأجيال، وربط المواطنين بمورثهم الحضاري والثقافي والتراثي على مدى عقود. وأهاب سموه بسرعة المبادرة إلى تسليم القطع الأثرية، والتبليغ عن الآثار وعدم تحريكها من مواقعها من خلال الاتصال بمكاتب الآثار في كافة مناطق المملكة والموجودة أرقام هواتفهم على موقع الهيئة الإلكتروني (www.scta.gov.sa)، أو الاتصال بالخط الساخن (8007550000)، مؤكداً سموه أن كافة البلاغات ستعامل بسرية تامة ولن يترتب عليها أي ملاحقات نظامية. وكان سموه وضيوف المعرض قد قاموا بجولة في المعرض اطلع خلالها على ما يحويه من قطع أثرية مستعادة من داخل المملكة وخارجها، حيث تتوزع القطعة الأثرية المستعادة على قاعتي المعرض المخصصة إحداهما للآثار المستعادة من الداخل، والأخرى للآثار المستعادة من الخارج وقام سموه أثناء الجولة بتدشين مجموعة القطع الأثرية التي قدمها الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز للهيئة. وقد قام بتكريم الجهات الحكومية وغير الحكومية والمسئولين المتعاونين مع الهيئة في استعادة الآثار الوطنية.هذا وسيرعى رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار اليوم (الأحد12/2/2012) ندوة عالمية عن استعادة الآثار التي تقام على هامش المعرض ويشارك فيها عدد من الخبراء الدوليين والمحليين، إضافة لورشة عمل عن الآثار المستعادة من الداخل بهدف إبراز سبل تنمية الوعي بين شرائح المجتمع، وأهمية وقف العبث والتعدي على المواقع الأثرية. يشار الى أن معرض الآثار الوطنية المستعادة الذي يستمر شهراً ويضم قاعة للآثار الوطنية المستعادة من الخارج تشمل قسماً عن اهتمام الدولة بحماية الآثار، ويتضمن عرض كلمات وصور القيادة عن حماية الآثار الوطنية ، وزياراتهم للمواقع الأثرية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، وعرض بعض ما ورد في الاتفاقيات الدولية بخصوص حماية الآثار ، وإعادة الممتلكات الثقافية لبلدانها الأصلية، وقسم المجموعات والقطع الأثرية التي تتضمن عرض القطع الأثرية وفق أسماء الأشخاص الذين أعادوها بحيث يقوم العرض على تصنيف القطع ضمن مجموعات بحسب النوع، وقسم كنز الشعيبة، وقسم العبث بالآثار، وقسم القطع الأثرية المميزة، وقسم القطع الأثرية الوطنية المستهدفة، وقسم القطع الأثرية التي قامت المملكة بإعادتها. وتضم قاعة الآثار الوطنية المستعادة من الداخل نماذج مختارة للقطع الأثرية التي استعيدت من الداخل أو أعادها بعض المواطنين والمقيمين في كافة مناطق المملكة، كما يتضمن المعرض لوحات تعريفية بالآثار الوطنية المستعادة من الداخل في بهو المتحف الوطني يضم (13) لوحة تعريفية بعدد مناطق المملكة تحوي نصوصاً وصور للآثار التي تم استعادتها من الداخل في كل منطقة من مناطق المملكة، وأسماء الأشخاص الذين ساهموا في إعادتها، وكذلك معرض لوحات تعريفية بالآثار الوطنية المستعادة في المتاحف الرئيسة بالمناطق والمحافظات وهي متحف قصر المصمك بالرياض ومتاحف مكةالمكرمة والطائف والعلا والإحساء وتيماء ونجران والجوف وجازان. ويقام ايضاً في موقع الهيئة بالسوق الشعبي بمهرجان الجنادرية معرض توعوي عن الآثار الوطنية المستعادة يضم لوحات توعوية وتعريفية بجهود الهيئة في استعادة الآثار الوطنية من الداخل والخارج ، ويستمر طيلة أيام المهرجان. الجدير بالذكر أن هذا الأسبوع تنطلق فعاليات توعوية مصاحبة في المدارس والجامعات والمراكز التجارية في المناطق، بداية من يوم الاثنين 21 /3 /1433ه، ولمدة أسبوع، وذلك خلال المعارض التوعوية والمحاضرات التثقيفية. وأكد الأمير سلطان بن سلمان في تصريح عقب افتتاح المعرض على عناية المملكة بالآثار المرتبطة بالتاريخ الإسلامي وإيلائه اهتماماً خاصة وما صدر من قرارات حاسمة بمنع التعدي على مواقع التراث الإسلامي تنبع من اعتزاز المملكة وهي مهبط الوحي ومهد الرسالة الإسلامية السامية التي أنارت الدنيا وحملت الخير العظيم للبشرية، مستشهداً بما يحويه المعرض من نماذج فريدة من القطع الإسلامية التي تمت استعادتها سواء من داخل المملكة أو خارجها من شأنه تعزيز الانتماء إلى تراثنا الإسلامي وزيادة الاعتزاز والفخر بمكوناته الحضارية.