علمت «عكاظ»، أن وفد المعارضة السورية قدم خلال لقاء المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي أمس، خارطة طريق واضحة تقوم على أساس نقل صلاحيات الأسد لهيئة انتقالية، على أن يتم بعدها تطبيق الجدول الزمني. وقد التقى الإبراهيمي أمس، رئيسي وفدي المعارضة والنظام أحمد الجربا، ووليد المعلم لوضع الإطار العام للمفاوضات التي من المقرر أن تبدأ اليوم الجمعة. ويهدف الإبراهيمي من وراء هذه الاجتماعات التي يتوقع أن تستمر أسبوعا إلى الاطلاع على قرار الوفدين حول شكل المفاوضات. وقالت مصادر «عكاظ» إن كواليس لقاء الإبراهيمي بالوفدين ترجح إمكانية جلوسهما على طاولة واحدة خلال المفاوضات، يتحدد من خلالها آليات التفاوض التنفيذية. وكشف الإبراهيمي أن مطالب وفد المعارضة واضحة، وأنه يتقن أبجديات التفاوض ويملك خارطة طريق واضحة، بينما الغموض يكتنف كثيرا وفد النظام الذي لم يحدد بعد مطلبا واضحا رغم أنه أقر بفحوى الدعوى الموجهة له وهو ما يصعب من مسار المفاوضات. وأضافت أن كواليس اللقاء الأول كشفت ضعف وفد النظام بعد أن أظهر هشاشة وعنفا وتهجما يداري به ضعفه فضلا عن غياب المحاججة والحنكة والصدق في نواياه. فيما ظهر وفد المعارضة بقوة ورباطة جأش توحي بثقة في النفس وإيمان كبير بصدق القضية التي جاء من أجلها. وأشارت المصادر إلى أن حديث الجربا ردا على اتهامات وفد النظام للمعارضة وإلصاق تهمة الإرهاب بها عكس الثقة والشجاعة، وهو ما شعر به الحضور وثمنه المراقبون الذين رأوا أن جولة البداية كسبتها المعارضة بامتياز، وهو ما استدعى تدخل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ليحفظ ماء وجه عرابه محاولا إعادة توازن الكفة التي مالت لصالح المعارضة. وأفادت أن لافروف أراد بتصريحاته أن يحيد عن الهدف الأساس للمؤتمر وجعله مؤتمرا لمكافحة الإرهاب وليس لتنفيذ جنيف1، متهما وفد المعارضة بأنه لا يمثل القوى الناشطة على الأرض والتي تفرض خيارها العسكري. لكن الجربا استوعب كلام لافروف جيدا ووضع خارطة طريق رفقة الفريق المرافق له، واستغل مداخلته ليعلن أن العسكريين الأربعة المرافقين للوفد هم من يمثلون الأرض والجيش الحر، أما باقي المجموعات التي تنشط على الأرض وتخترق حدود الإنسانية فهي صناعة «أسدية» استوردت من قبل النظام وتعثوا في أرض سوريا فسادا بأمر من النظام. وأكد أن وفد الائتلاف لن يفاوض على شيء غير هيئة حكم انتقالي، يحدد من خلالها الطرفان الشخصيات التي يتم الاتفاق عليها. من جهته اعتبر عضو الوفد السوري المعارض إلى جنيف2 هادي البحرة أمس، أن المؤتمر الدولي حول سوريا، صب في صالح المعارضة وأظهر بلطجية نظام الأسد. وقال: إن المؤتمر كان بالتأكيد لصالحنا، ووصلتنا أصداء أن التأييد في الداخل السوري كان ممتازاً، وللمرة الأولى نشعر بمثل هذا الالتفاف حول الائتلاف.وأضاف: النظام عاد إلى الإسطوانة القديمة نفسها، والدبلوماسية أثبتت أنها ليست دبلوماسية، بل استخدمت أسلوب مبدأ البلطجية.