في رد غير مقنع لأهالي العارضة بمنطقة جازان من تدني مستوى الخدمات الصحية في مستشفى المحافظة، قال الناطق الاعلامي بصحة المنطقة محمد الصميلي، إنه تم اعتماد تجهيز متكامل لمستشفى العارضة الحالي ب 15 مليون ريال يشمل جميع الأقسام، إضافة للقوى العاملة في جميع الأقسام العلاجية الرئيسية والطوارئ والعيادات والمختبر والأشعة، مشيرا إلى دعم المستشفى في حال النقص بالكوادر عن طريق التعاقد أو برنامج الطبيب الزائر أو برنامج اللوكم. وبين الصميلي أن مستشفى العارضة الجديد المتعثر رسي من قبل الوزارة وتم استلام موقعه من قبل المقاول بتاريخ 29 شوال 1429 ه، ومدة التنفيذ 22 شهرا من تاريخ استلامه، إلا أن هذه الفترة انتهت وكانت نسبة الانجاز 34 في المائة فقط، وتم تغريم المقاول وفقا للنظام وإعطاؤه فترة تمديد، إلا أنه لم يلتزم بما هو مطلوب منه وتم سحب المشروع وأعيد طرحه للمنافسة مرة أخرى. وأشار أحد المرضى إلى أنه يراجع قسم الطوارئ في المستشفى العام في المحافظة لعدة أيام، وفي كل مرة يعود وهو يحمل آلامه نظرا لأن القسم لا يخدم المرضى نتيجة ضعف الكوادر الطبية وتعطل الأجهزة العلاجية به ونقص في الأدوية، وقال «هذه واحدة من معاناة مراجعي المستشفى العام». وأجمع عدد من المواطنين على ضيق سعة المستشفى مقارنة بحجم سكان المحافظة في أكثر من 70 قرية، فيما اشتكى عدد من العاملين في المستشفى والمرضى من غياب النظافة، نتيجة ضعف إمكانيات الشركة المشغلة حتى أن الوضع وصل لتجمع النفايات لسبعة أيام دون أن تزال، ما يثير مخاوف المرضى والعاملين من انتقال الأمراض، ما لم تتدخل الشؤون الصحية سريعا لتدارك الوضع، كما تعاني أروقة وممرات المستشفى من صغر مساحتها مما أربك الحركة في تلك الممرات خاصة قسم العيادات التي تشهد ازدحاما شديدا، ويعاني قسم الطوارئ في المستشفى من خلو غرف الكشف من الأطباء، ما يدفع المريض للبحث في ردهات المستشفى عن الأطباء. ولم يكن قسم النساء والولادة غائبا عن المشهد، حيث اشتكت عدد من المراجعات عن معاناتهن من إغلاق أبواب القسم وعند سؤالهن عن السبب، تأتي الإجابة الغريبة وهي أن الفريق الطبي المكون من طبيب وفني تخدير يتناوبان في عملية الغياب، أي أن القسم يعمل يوما ويغلق في اليوم الآخر، ما تسبب في مضاعفة معاناة النساء المراجعات للقسم. وبالعودة إلى المريض عبدالله النخيفي قال إن مستشفى العارضة أصبح مركزا لتفريخ الجراثيم والميكروبات لوجود الحشرات التي تنعم بالهدوء والطمانينة داخل ردهاته المتهالكة، مشيرا إلى عدم رضاه عن مستوى النظافة، مطالبا بمحاسبة المقصرين. واتفق كل من محمد الفيفي وأحمد حريصي وإبراهيم الجابري، على أن قسم الطوارئ في المستشفى يتسم بالفوضى، ويشهد اختلاط النساء بالرجال في جميع غرف الكشف، إضافة لعدم تواجد الأطباء في غرف الكشف، ما يجعل المريض ينتظر طويلا حتى يحضر الطبيب، موضحين أن الزحام الشديد في غرف الطوارئ تواجهه قلة الكراسي إذ يظل كثير من المراجعين وقوفا حتى يأتي دورهم للكشف عليهم. ونقلت أم بندر معاناة الحوامل داخل قسم الولادة والذي توجد به كراسي معدودة فقط حتى أن بعض النساء داهمهن المخاض في الممرات دون أن يتدخل الكادر الطبي لإنقاذهن، مشيرة إلى غياب الكادر الطبي النسائي عن القسم، وتساءلت إحدى النساء: لماذا لا يتم جلب طبيبة نساء وولادة بدلا من الطبيب، فيما أكد يحيى النخيفي أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى لا تكفي كل المرضى، خاصة وأن المستشفى يخدم أكثر من 70 قرية وهجرة، ما يدفع البعض للذهاب لمستشفيات المنطقة الأخرى بحثا عن العلاج، وطالب بسرعة انجاز مشروع مبنى المستشفى الجديد المتعثر منذ عدة سنوات.