الطلاب الموهوبون والمتفوقون، ثروة وطنية لا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها، لذا يجب رعايتها والاهتمام بها، للاستفادة من إمكاناتها وقدراتها في خدمة المجتمع وتطويره والسعي به نحو الأفضل، وقد أصبحت هذه الرعاية ضرورة حتمية، خاصة في عصرنا الحالي، عصر السرعة وتفجر المعلومات وتطور التقنيات، ورعاية الموهوبين والمتفوقين بما يتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم ، إذ لا تتأتى بشكل عفوي وعشوائي ولكن من خلال التخطيط الدقيق والواعي للحصول على أفضل النتائج. ومن ذلك ما أصدرته وزارة التربية والتعليم هذا العام وهو الدليل الإجرائي لتسريع الطلاب الذين أبدوا تفوقا غير عادي واعتمدت تطبيقه وتكوين اللجان الخاصة به بكل إدارة تعليمية وكذلك تحديد الصفوف الدراسية التي يطبق عليها نظام التسريع والإجراءات اللازمة لذلك ويتم التسريع فقط مرة واحدة للطالب. ومن الأسئلة الشائعة ما يعتقده بعض المربين وأولياء الأمور حول الآثار المترتبة على برنامج التسريع الأكاديمي، ولا سيما فيما يتعلق بالجوانب الانفعالية والاجتماعية والنفسية للطالب الذي تم تسريعه والمتابع لنتائج الدراسات المتواترة بدءاً من دراسة تيرمان ، مرورا بالدراسات التي أجريت من قبل ستانلي في جامعة جونز هوبكنز في مطلع السبعينات من القرن الماضي، وانتهاء بالمراجعة الإحصائية التحليلية لنتائج الدراسات التي أجريت حول التسريع من قبل كل من روجرز وكوليك، تؤكد جميعها أن التسريع الأكاديمي ليس له أية نتائج سلبية على الجوانب الاجتماعية والانفعالية للطلبة الموهوبين والمتفوقين، بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى تحسن في تحصيلهم الدراسي وزيادة دافعيتهم واستمتاعهم. ولكن التسريع الأكاديمي لدينا الآن يحتاج إلى فهم لآلياته وإجراءاته بداية من مدير المدرسة وجميع المعلمين وأولياء الأمور والطلاب أنفسهم لأنه من وجهة نظري الخاصة أنه عندما تنتشر ثقافة التسريع ومعرفة إجراءاته لدينا سوف تساهم في ارتفاع المستوى التحصيلي لأبنائنا الطلاب والتنافس الشريف فيما بينهم وتزيد الدافعية لديهم والموضوع للنقاش.