أدخل الأميران سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار ومشعل بن عبدالله أمير منطقة مكةالمكرمة.. مشاعر البهجة والسرور في نفوس أهالي مدينة جدة .. وذلك في ليلة تاريخية لا تنسى .. دشن خلالها (مهرجان جدة التاريخية) الذي يقام لأول مرة.. ويستمر على مدى عشرة أيام متضمنا العديد من الأنشطة والفعاليات والبرامج الثقافية والفنية والاجتماعية والرياضية.. إلى جانب معرض الحرف اليدوية. ليلة الجمعة (15 ربيع الأول 1435 ه) ليلة تاريخية في تاريخ المنطقة التاريخية بمدينة جدة .. ذلك أن تنظيم هذا المهرجان بهذا الحجم وهذا التميز وحرص أمير المنطقة على رعاية وحضور المهرجان بهذا الاهتمام الكبير رغم حداثة تعيينه .. والدور الكبير لسمو رئيس هيئة السياحة والآثار .. والحضور المميز من المسؤولين والأعيان والجمهور الكثيف .. كل ذلك إنما يعكس – بإذن الله - بوادر انتقال المنطقة التاريخية إلى مرحلة مهمة في تاريخها .. بعد سنوات طويلة من الهدر للكنوز التراثية .. والإرث الحضاري والمؤشرات التاريخية التي تحتويها هذه المنطقة. ولعل اللافت أن الحفل التاريخي شهد انطلاق العديد من المبادرات الريادية الاجتماعية والاقتصادية والتطويرية .. وفي مقدمتها المبادرة الكبرى التي أطلقها الشيخ صالح عبدالله كامل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة .. وهي مبادرة الوقف وتمويل الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة التاريخية كشريحة أولى بمبلغ مقداره (مائة مليون ريال) بما يتناسب مع تطلعات الهيئة العامة للسياحة والآثار وبما يعزز البعد الحضاري والتراث العمراني في المنطقة التاريخية. هذا إلى جانب المبادرات التسع التي أشار إليها معالي أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو رأس لتطوير المنطقة التاريخية. ولا ريب أن هذا الاهتمام الرسمي والشعبي بالموروث الحضاري الضخم الذي تحفل به المنطقة التاريخية في جدة .. إنما يجسد مدى الوعي الحضاري الذي تتمتع به هذه الدولة الأبية حكومة وشعبا .. فذلك من دلالات هذا الوعي الإنساني النبيل. يؤكد ذلك تبني خادم الحرمين الشريفين لمشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري للمملكة الذي اعتمده مجلس الوزراء والذي يعد إعلانا لمرحلة تاريخية جديدة يتم فيها إعادة تشكيل الصورة الكاملة للتراث الوطني ليكون جزء من التاريخ المعاش يتفاعل من خلاله المواطنون مع مواقع التراث ويستلهمون هذه الوحدة المباركة والملحمة التاريخية التي شارك فيها آباؤنا وأجدادنا – كما قال سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار. إن حجم السرور الكبير الذي اعتلى وجوه أهالي جدة والحضور الكثيف الذي يشهده المهرجان.. الذي شاهدنا فيه الأسر بأطفالهم يشاركون بسرور في فعالياته .. إنما يجسد علامات الرضا بما تحقق وبهذا الاهتمام الرسمي بهذه الفعاليات المشرقة .. وبالحاجة الملحة لمنح هذا الجزء التاريخي من مدينة جدة التاريخية .. الاهتمام الذي تستحقه موقعا وتاريخا. ورعاية الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكةالمكرمة في الأيام الأولى من مباشرته مهامه كأمير للمنطقة تؤسس للنقلة التطويرية المرتقبة لهذه المنطقة.. والاهتمام الذي حظيت به هذه المنطقة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – إنما هو احتفاء بما قدمه أهلها من إسهامات كبيرة على امتداد تاريخ هذا الكيان الكبير منذ تأسيسه. وأختتم بما جاء في كلمة الشيخ عبدالصمد محمد عبدالصمد عمدة حارة اليمن في كلمته الافتتاحية الترحيبية في المهرجان حين قال إن هذا المهرجان هو احتفال بميلاد الأمس وشموخ الحاضر وإشراق المستقبل. آملين لهذا المهرجان بهذا الإقبال الكبير الذي شهده والذي بلغ رقما قياسيا في عدد الزوار وهو 72 ألف زائر وزائرة في يومه الأول فقط.. أن يستمر ويتطور ليكون نموذجا مضيئا للاهتمام بتراثنا الحضاري التاريخي الذي يحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله). آملين أن يحظى ملف منطقة جدة التاريخية بالقبول للانضمام إلى قائمة التراث العالمي. ولا بد لنا أن نقدم الشكر جزيلا لكل من شارك في تنظيم هذا المهرجان من الجهات الرسمية والقطاع الخاص والمتطوعين رجالا ونساء .. وفي المقدمة الأميران سلطان بن سلمان ومشعل بن عبدالله.