يعاني أهالي محافظة ضباء منذ عشرين عاما من تكبد عناء السفر وقطع مسافة تزيد على 300 كم ذهابا وإيابا في سبيل إنجاز معاملاتهم الخاصة بالضمان الاجتماعي، حيث لا يتوفر أي مكتب في المحافظة رغم أنه يتبع لها عدد كبير من القرى والهجر ويقارب عدد السكان فيها 52 ألف نسمة. وأوضح رجل الأعمال الشيخ يوسف بن حمزة بن محمود البوق، وعمر بن مسعود أبو شريان، وعيد بن علي سلامة الطقيقي، أن معاناة المستفيدين تتفاقم في ظل غياب مكتب للضمان الاجتماعي بمحافظة ضباء والذي اكتفى بمحور خدماته فقط بمندوب يحضر لمدة يومين من كل أسبوع وموقعه بالمحافظة بالجمعية الخيرية بالمحافظة، وهو يعد مكتب خارجي بأمتار معدودة حيث يقوم الموظف المنتدب ليوم واحد فقط بإنجاز عمله لمدة ساعات معدودة يغادر على إثرها المحافظة وهو على عجالة بعدما يقوم بتسليم البطاقات للمستفيدين. وأشاروا إلى قلة ماكينات الصراف الآلي التي تخدم تلك الفئات في ضباء وجميعها في أغلب الأوقات تكون خارج الخدمة إما لكونها متعطلة أو فارغة من النقود مما يجبر الأهالي على التوجه إلى خارج المحافظة وذلك لاستلام رواتب المستفيدين من الضمان الاجتماعي الخاص بهم ليتمكنوا من توفير مستلزماتهم. وينوه مفرح الجدعاني بضرورة فتح مكتب مستقل للضمان الاجتماعي بضباء وذلك لتخفيف عناء السفر علي كبار السن، مبينا أن صرافة الضمان لا تصرف إلا من بنك واحد، وهي مشكلة حيت أن بعض القرى لا يوجد بها صراف لنفس البنك، مشيرا إلى أن مكتب الضمان يرسل مندوب إلى ضباء في الأسبوع مرة واحدة وهو شخص واحد فقط وهو لا يستطيع إنجاز أعمال المراجعين من ضباء وضواحيها فنأمل أن يزيد عدد الموظفين المنتدبين. ويوضح صالح بن ناجم أول عقبه عند انتهاء بطاقة الصراف فيجب استلامها من الوجه، فيما الرقم السري من البنك المعني في ضباء، وهي معاناة لكبار السن في التوجه إلى محافظة الوجه. ويشير كل من عبدالله سليم العديساني من قرية المويلح وصالح الجوهري من قرية الخريبة إلى أن المعاناة من عدم وجود مكتب مستقل بضباء تكمن في أن المسافة بعيدة بين الوجه وضباءوتبوك، وتوفير مندوب واحد مرة في الأسبوع لا يكفي لمحافظة مثل ضباء حيث أغلب الأعمال المناطة بمكتب الوجه تعد لسكان محافظة ضباء، فيما تعد محافظة أملج مستقلة عن خدمات مكتب الضمان بمحافظة الوجه، منوهين بأن عشرين عاما وواقع هذه المعاناة تراوح مكانها، والسب بأن محافظة ضباء مرتبطة مع محافظة الوجه والتي يوجد فيها مكتب رئيسي، إلا أن الحل حاضر لكنه لم ينفذ على أرض الواقع لمحافظة ضباء، رغم أنه يريح المراجعين الذين لهم عقود يسافرون ويقطعون الأميال من أجل توفير ورقة واحدة تنقص من المعاملة. ويشرح محمد عيد البلوي معاناة الأهالي والمراجعين، مع مكتب الوجه «حيث إنه غالبا ما يعيدنا الموظفون لنقص الأوراق، وعلينا أن نبدأ من الصفر، ونعود لمنازلنا لنوفر المطلوب، ثم نعود مجددا إلى الوجه، وهي رحلة متواصلة من المعاناة متجاهلين خطورة الطرق السريعة». ويطالب إبراهيم طويلع القرعاني بضرورة توفير مكتب للضمان الاجتماعي في ضباء، يكون مكتملا ومستوفي الشروط يساهم في الحد من سفر كبار السن والأرامل والعجزة إلى محافظة الوجه، وتعرضهم للمخاطر والحوادث لا سمح الله، متسائلا ماذا ينقص محافظة ضباء لكي لا يكون بها مكتب للضمان أسوة بجاراتها، ومحافظة ضباء تخضع لها عدة قرى مجاورة لها بما فيها محافظة البدع. «عكاظ» تواصلت مع أحمد بن جمعة مدير مكتب الضمان الاجتماعي بمنطقة تبوك الذي أكد بأن وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين قد اعتمد مكتبا مستقلا يخدم محافظة ضباء وقراها وذلك بعد تعليمات أمير منطقة تبوك الذي يعد افتتاح المكتب من أبرز أولوياته، منوها بأن وزارة الشؤون الاجتماعية قدمت خطابا رسميا يفيد باعتماد تنفيذ طلب سموه وذلك في الميزانية الحالية من هذه السنة.