أضحت الصورة أكثر غموضا وإثارة للشكوك في المشهد الاتحادي في أعقاب الحديث المريب للمرشح الانتخابي لرئاسة المجلس عدنان جستنية خلال ما أطلق عليه المجلس الشرفي المناظرة، بعد أن أماط اللثام عن اجتماع ثلاثي مبهم مع رئيس النادي المكلف عادل جمجوم والمرشح المنافس له أحمد كعكي، لدراسة بعض الترتيبات الخاصة بينهم حيال مستقبل النادي في المرحلة المقبلة، وهو الامر الذي أثار تساؤل الحاضرين بمن فيهم شخصيات شرفية اتحادية حول ماكان يرمي إليه وما إذا كانت المناظرة لا تعدو كونها مسرحية لخداع الرأي العام أم لا، إذ وجد حديث الجستنية اعتراضا من الحاضرين خصوصا أنه اختزل الحديث عن برنامجه في دقائق معدودة فيما تفرغ في بقية حديثه للتعليق على أحداث خارجة عن حدود الانتخابات، وهو الامر الذي دفع بأطراف أخرى لانتقاده وتوجيه اللوم له على خروجه المتكرر على النص، حتى أن مدير المناظرة الدكتور عادل عصام الدين طالبه باحترام نفسه وعدم التطاول على بعض الشخصيات وهو الامر الذي دفع برئيس هيئة أعضاء الشرف الدكتور خالد المرزوقي للتدخل لتهدئة الوضع في الوقت الذي ظهرت ملامح الاستياء على عدد من أعضاء الشرف والجماهير على طريقة حديثه وضعف برنامجه الانتخابي، بينهم الرؤساء السابقون أحمد مسعود و إبراهيم علوان ومحمد بن داخل الجهني. وصدمت المناظرة محبي العميد الذين توقعوا أن تكون على قدر المسمى الذي نظمت على أساسه، بعد إلغاء المؤتمر الصحفي بحجة الوقت وتجنب المرشحين المكاشفة فيما بينهم كما هو النهج المعروف في مثل هذه المناظرات، وهو الامر الذي دفع برئيس هيئة أعضاء الشرف الدكتور خالد المرزوقي لتقديم اعتذاره على تنسيق المناظرة على النحو الذي ظهرت به مبررا ذلك بضيق الوقت، واستهل الحديث أولا مطالبا المصوتين بمراعاة مصلحة النادي والامانة في ذلك بعيدا عن أي اعتبارات. 40 مليوناً ميزانية الكعكي بدأ الكعكي الحديث عن برنامجه الانتخابي الذي كشف من خلاله بأنه سيعمل وفق ميزانية مالية تتراوح مابين 35 إلى 40 مليونا، وأنه يثق جدا في قدراته الادارية إلى جانب وجود داعمين سوف يقفون إلى جانه في رئاسة النادي، وانه متكفل بمصاريف العاملين بالنادي وأضاف بأنه سدد مايقارب 9 ملايين و 200 ألف ريال من مستحقات اللاعبين لدى لجنة الاحتراف بالإضافة إلى تكفله بعقد المدرب الارجواني الذي دفع مقدما 200 ألف يوروا إلى جانب اللاعب الارجواني الحالي، لافتا إلى أنه يعمل على ترتيب صفوفه في المرحلة المقبلة. الأمجاد والمال ورقتا البلوي استعرض المرشح إبراهيم البلوي برنامجه الانتخابي بشكل منظم ومميز وحظي بحفاوة جماهيرية لحظة دخوله، حيث استعرض ملفه بطريقة منظمة وجدت ترحيب عدد من الحضور وكشف عن تركيزه على تنفيذ 8 محاور تقوم عليها إدارته معلنا عن شعاره في الانتخابات وهو «نجدد الامجاد ليبقى الاتحاد» كمنهج يعمل به طوال فترة بقائه في رئاسة الاتحاد لمدة موسمين ونصف موضحا بأن البداية أن الموازنة المالية التقديرية التي سوف يعمل لأجلها تتراوح مابين 30 مليون ريال إلى 50 مليونا، في ظل غياب المركز المالي الحقيقي من قبل إدارة النادي والعمل على توفير الموارد المالية اللازمة بالاضافة إلى تنويع مصادر الدخل وتطوير العمل الاداري بما يتوافق مع أنظمة واللوائح المعتمدة إلى جانب تفعيل الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص والهيئات الرياضية المحلية والاقليمية والدولية. وشدد البلوي على محور المساهمة المتعلق بالقضايا المالية المتعلقة في الفيفا وأنه حريص كل الحرص على إنهاء كافة القضايا التي تصل إلى 12 قضية، ولعل أول خطواته في حل الاشكاليات تمثل في قيام منصور البلوي في تسديد مستحقات النادي الاوكراني ب 500 ألف يورو كما أن قضية دي سوزا تصل إلى 65 مليون ريال مبينا أنه على مدار شهر من توليه الرئاسة سوف يصرف 5 أشهر على أن انهي كافة مستحقات المالية للعاملية في 90 يوما. واضاف البلوي بأن الاتحاديين افتقدوا في الفترة الماضية إلى الثقة في مجلس الادارة وأنه سيعمل على إعادة العلاقة بين المدرج والادارة وبأعضاء الشرف وتحقيق ما يخدم نادي الاتحاد منوها بأنه لايمكن أن يحصل الان على عقود رعاية طالما انه يمر بواحدة من أسوأ مراحله، وشدد على عودة كبار الاتحاد من خلال تقديرهم كما كشف عن تدوير المسؤوليات بين اعضاء مجلس ادارته كما اظهر قدرته على ادارة النادي 30 مليونا وتدوير أعماله ب 200 مليون ريال، كاشفا عن أبرز داعميه منصور البلوي وأمين أبو الحسن وأسعد عبدالكريم وأحمد فتيحي. واشار ابراهيم البلوي إلى ان فلسفته الادارية تقوم على الشفافية كما انه يرفض مبدأ المجاملة على حساب الاتحاد مبينا ان الادارة الحالية لها سلبيات عديدة ولا يمكن التغافل عنها. قاروب بلا برنامج أما المستشار القانوني مدحت قاروب فأشار إلى أنه لايملك برنامجا انتخابيا ولكن حضر من اجل خدمة الاتحاد وانه في كل مرة يترشح لرئاسة الاتحاد كان بدافع إدارته كما يستحق، برغم عدم امتلاكه للمال الذي يكفل بسداد الديون، وقال لدينا الفكر وهو ماسوف يحضر المادة وليس كل شيء يصنع بالمادة وانما هناك مهام تحتاج إلى فكر لذلك كان شعاره هو تحقيق الاستقرار للاتحاد، مبينا انه أول الداعمين لمن يفوز برئاسة الاتحاد وانه في حالة فوزه بالرئاسة فانه سوف يستعين بالمبالغ التي أعلن عنها المرشحون الاخرون. البندقجي يستعين بالرعاة وقال ماهر بندقجي أحمل في برنامجي شركتين ستدعمان النادي بمبلغ 250 مليون في حال فوزي بالرئاسة وأكد بأن ما يهمه مصلحة الاتحاد وجماهيره وليس الظهور الاعلامي وان خطته العملية تمتد لعشر سنوات واضاف بانه يبحث عن الموارد المالية الثابتة وان يصبح شعار نادي الاتحاد ماركة مسجلة وان هدفه ايضا استقطاب شركات عالمية يكون التواصل بينها وبين النادي مباشرة دون وسيط، موضحا بانه سخر وقته للعمل في الاتحاد دون ضجيج. من المناظرة أحرج منير رفة بعض المرشحين بسؤاله عن تعاطيهم مع الازمة الحالية بعيدا عن الوعود المستقبلية. وجد طلب المرشح عدنان جستنية من زميله المرشح ماهر بندقجي بالانسحاب انتقادات لاذعة من الشخصيات الاتحادية والجماهير. المستشار القانوني فاضل فيومي تداخل وتحدث في جانب التنظيم الاداري والمالي واتفق مع الدكتور توفيق رحيمي في سؤال المرشح إبراهيم البلوي حول قدرته على الانسجام مع أعضاء مجلس الادارة الحالي بعد تصريحاته السابقة. شهدت المناظرة ملاسنة حادة بين أحد المشجعين والرئيس المكلف عادل جمجوم حول استمراره في رئاسة الاتحاد. أدار المناظرة كل من عادل عصام الدين وفريد مخلص.