مأساة الآبار المفتوحة التي صنعت أبطالا لها سواء في الجهات الحكومية أو بعض المجتهدين من المواطنين.. هذه المأساة التي سلطت الأضواء عليها الطفلة «لمى» تستحق منا جميعا التوقف لمعرفة دور كل بطل في هذه « المأساة» لعل آخر أبطال المسرحية مسؤول وزارة المياه والكهرباء وهو يحذر الناس أن هناك 130 بئراً مكشوفة ربما تصطاد الأطفال الأبرياء أو غيرهم؛ من هنا تعود المسرحية إلى الأضواء مرة أخرى .. أي أن علينا التحرك سريعا للقضاء على هذه الظهرة لكي لا تتكرر حوادث مماثلة ظللنا نتعامل معها وكأنها مجرد «حالة» وليست نتيجة منطقية للتسيب والإهمال والاستهانة بالأرواح البشرية .. خاصة الأطفال الأبرياء. هذه الآبار التي أصبحت قبوراً مفتوحة تعيد للذاكرة مآسي سابقة لبعض دور الملاهي والألعاب التي كانت حتى وقت قريب مصيدة لحوادث مأساوية راح ضحيتها البعض من أبنائنا وبناتنا، وباتت الحلول تكراراً لإهمال مزمن .. وإلا فما معنى وجود قرابة 130 بئراً ارتوازية دون تسوير أو علامات إرشادية خاصة مع حالة من العشوائية الشديدة دون ضابط أو رادع هذا بالإضافة إلى مئات أخرى ربما لا ندري عنها شيئاً ولا معرفة حقيقية بعددها ومخاطرها. أكثر من مرة نصرخ بأعلى صوت وأكثر من مرة نطلق التحذيرات ومع ذلك فإن هناك بكل تأكيد قبورا مشابهة في مناطق أخرى من المملكة ومع ذلك يبدو أننا بحاجة لحادثة مروعة ما أو مأساة مثل مأساة الطفلة لمى كى نقدمها قرباناً للإهمال والعشوائية والتسيب ثم نعود لنمارس البكاء على الأطلال بانتظار ضحية جديدة لا نعرف اسمها أو من تكون أو بأي منطقة ونكتفي فقط بإلقاء المسؤولية على الدفاع المدني عند فشل إنقاذ ضحية أو الإشادة به ونتناسى تماما القاتل الحقيقي والمتسبب في كل مأساة. وهنا نتساءل عن تبعية هذه الآبار التي تفتح أفواهها على حين غرة لتقطف براءة طفل أو طفلة؟ ومن يمتلك حقوق التصريح بالحفر؟ أين البلدية ووزارة الزراعة والمياه وأين دور الدفاع المدني ومعه الأجهزة الرقابية الأخرى قبل أن يقع الفأس في الرأس. لا إجابة محددة في غياب الشفافية وتحديد المسؤولية والنتيجة ضحايا وأبرياء وقبور مفتوحة تقول .. هل من مزيد.