أنت كناقد أمام خيارين، إما أن تقول الحقيقة كماهي مجردة من كل شيء، أو من الأفضل أن تصمت! وإن قلتها كماهي دون أي استدراك، عليك أن تتحمل تبعاتها! أتحدث هنا عن الرياضة التي يفترض أن يكون الرأي فيها أكثر قبولا مهما كانت حدته ومهما كان تأثيره على الجانب المتضرر منه، مع العلم أن الحقيقة لا تغضب إلا من يتعامل مع الآخرين بضدها! أي خرق للأعراف سيحدث لو قلنا إن النصر استفاد من أخطاء التحكيم أمام الرائد، وأي مشكله ستحدث لو قلنا إن الهلال هو الأكثر استفادة من لجان الاتحاد السعودي على امتداد التاريخ، وهل سنجرم لو قلنا إن الشباب خامس الكبار!! أمثلة هادئة لقضايا لو تعمقنا في تفاصيلها ربما تقودنا إلى القول إن الأهلي والاتحاد ارتضيا لنفسيهما أن يكونا حطب شتاء لدوري هذا العام، ولا بأس أن ندخل في النوايا ونقول إن ما يحدث للرياضة وأهلها بفعل فاعل! لماذا باتت الحقيقة مزعجة، بل وطرحها يقابل بكثير من الغضب، بل ويتحول صاحبها إلى عدو لمن لامست خطأ في عمله! الرأي الصادق والطرح الموضوعي باتا عملة نادرة في زمن الأهواء تتحكم وتحكم آراءنا! حتى على مستوى تعاطينا مع قضايا أنديتنا المفضلة بات أكثرنا يتجنون على الحقيقة لكسب ود جمهور رضاه أهم من إرضاء الضمير! بحثت عن هلالي أو نصراوي أو اتحادي أو أهلاوي ينصف فريقا أضر به قرار حكم أو قرار لجنة واستفاد منه فريقه المفضل، ولم أجد ولن أجد على الأقل في المستقبل القريب! فكبيرنا وصغيرنا ساوى بيننا تويتر، وأصبح حالنا أكثر سوءا من حال جيل متعصب لا يرى إلا لون ناديه ومصالح ناديه.. أعود إلى ما بدأت به، وأسأل: أين الناقد الذي يمكن أن نمر من خلاله لنقول هذا ما تبقى لنا ومنا، في وسط بات قائل الحق والمطالبة بالحقيقة فيه مفقود يا ولدي مفقود.. طلة على الماشي عبر حسابات من ترونهم صباح مساء في وسائل الإعلام ستكتشفون العجب العجاب، بل ستقرأون ردحا بينهم تحت غطاء الميول يجعلكم تقولون بلا تردد اللي هذا أوله ينعاف تاليه! ولأن المسافة ستطول وتطول في هذا الجانب، دعونا نذهب إلى الأهلي الذي يجب أن يبحث مدربه بيريرا عن حلول لمعالجة فرص سهلة تهدر أمام مرمى المنافس وفرص سهلة تسجل في مرمى المعيوف! أيقنت الآن لماذا بكى فيكتور حينما غادر الأهلي، لكنني إلى الآن لم أر في سوك أو ليال ما يوحي أن أحدهما أو كليهما سيعوض غيابه! دعونا نستمتع بتنافس النصر والهلال بعيدا عن أنت معنا أو معهم! فكرة القدم لا تتحمل كل هذه التصنيفات ولا كل هذا الاحتقان. مساجلات إعلام الناديين في تويتر «تفشل» أو حتى أكون دقيقا السواد الأعظم منهم! تغريدة: الشتم حيلة الجاهل.