يستغل مروجو المخدرات فترة الاختبارات للترويج للسموم بين الطلاب من خلال إقناعهم بأن المخدرات بصفة عامة وحبوب الكبتاجون بصفة خاصة تساعدهم في استذكار دروسهم، وأبدى عدد من أولياء الأمور تخوفهم من هذه الفترة الحرجة التي تعقب خروج أبنائهم من الاختبار والتي يستغلها هواة الافساد والاجرام في الترويج للمخدرات والتفحيط والممارسات اللاأخلاقية وغيرها، مستغلين حالة المراهقة لدى الطلاب، مشيرين إلى ضرورة إيجاد حلول جذرية لقطع دابر هؤلاء المفسدين وحماية الطلاب من شرورهم. وقال أحمد الدخيل «تكثر المشكلات في فترة الاختبارات وتستغل بصورة سلبية من قبل فاشلين يسعون لجذب الآخرين لعالمهم الإجرامي، مستغلين حالة النشوة والتطلع من قبل بعض المراهقين، ما يحتم إيجاد أدوار أكثر ايجابية من قبل الأسر للتعامل مع الموقف بصورة أفضل، وعدم ترك أبنائهم لهؤلاء العابثين، مع ضرورة مراقبتهم والتواصل معهم». واتفق معه المربي صالح السعيد بقوله «هذه مسؤولية الجميع وأتمنى أن يكون الأمر أكثر تنظيما من خلال التواصل المباشر بين الأسرة والأجهزة الأخرى كالتعليم والمرور، وتؤدي التوعية دورا هاما في التعامل النفسي مع الأبناء لمنع انحرافهم». من جهته أكد مدير ادارة الاعلام التربوي في تعليم القصيم سلطان المهوس، أن التعليم يواصل تنسيقه مع المرور وتزويده بجداول الاختبارات ومواعيد دخول وخروج الطلاب، مع تزويد المدرسة بأسماء الطلاب الذي تتكرر مخالفاتهم المرورية بحيث يتم التعامل معهم بصورة لائقة. وأشار رئيس الخدمة الاجتماعية بمركز التأهيل النفسي بالقصيم إلى أن فترة الاختبارات يكثر فيها ترويج المخدرات الموجهة للصغار، خصوصا حبوب الكبتاجون التي يوهم بها المروجون الطالب بأنها تساعده على المذاكرة، وقال إن الاغراء أمام المدرسة يشكل نسبة يجب الحذر منها والتعامل معها وفق منهجية تمنع انتشارها، خصوصا أن الطالب في المرحلة المتوسطة والثانوية متطلع لمعرفة الاشياء الجديدة، ولدى المروجين قدرة على اقناعه واصطياده وايقاعه في منزلق خطير جدا، مطالبا وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية بوضع خطة وطنية لتفادي هذه المشكلة السنوية. وفي الطائف أكد الطالب بدر سعيد المالكي، أن من أهم أسباب ترويج المخدرات بين الطلاب، ضعف المستوى الدراسي لبعض الطلاب، ما يسهل الاغرار بهم وينخدعون بأن المخدرات ترفع التحصيل العلمي وترفع من المستوى الفكري، إضافة لعدم مراقبة الطلاب سواء من المنزل أو المدرسة ومصارحتهم بما هم فيه من الغفلة عن هذه الأمور التي قد تهلك المجتمع، مضيفا أن بعض الطلاب قد تواجههم بعض الصعوبات من ظروف الحياة فيتجهون للترويج لتحسين أوضاعهم المادية، كما أن هناك نقصا في الإدراك بمخاطر الترويج لبعض الطلاب، ما يؤكد أنهم بحاجة ماسة للتوعية والنصح عن طريق المحاضرات والندوات الوعظية. وبين أن تمرير آفة المخدرات للمدارس، يكون من خلال اختيار المروجين لنوعية من الطلاب غير المشتبه بهم، قد يكونون في بعض الأحيان طلابا مثاليين، لاستغلالهم في الترويج أوقات الاختبارات وبالتحديد الزمن الفاصل بين الفترتين والذي يكون الطلاب فيه خارج أسوار المدرسة. من جانبه أوضح الطالب رضوان عبدالوهاب، أن من أهم أسباب انتشار ترويج المخدرات الصحبة السيئة لدى الطلاب والتي تحاول أن تحسن من نظرة الداء الفتاك وعدم الوعي بمصير مروج المخدرات في حال تم ضبطه، وقوع الطلاب في الفراغ وعدم تنظيم الوقت في الأمر المفيد، التفكك الأسري، مشيرا إلى أن ضعف التفتيش يغري المروجين لإدخال المخدرات للمدارس. ويرى الطالب محمد نبيل أن أسباب الترويج تكمن في غياب التوعية الفعلية، عدم رقابة أولياء الأمور لأبنائهم، حب التجربة للدخول في هذا المجال وعدم معرفة عواقبه بعد سماع النكت المروجة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي تحث على اقتحام عالم المخدرات، مشيرا إلى أن فئة من الطلاب السيئين قد يدخلون المخدرات للمدراس وإخفائها في دورات المياه والترويج لها عن طريق عمالة النظافة، أو باستغلال حراس المدارس لهذا الغرض لتسهيل مهمة الترويج. وأوضح الطالب مقرن الحارثي أن مصاحبة رفقاء السوء والتهاون في الواجبات الدينية، وحب الاطلاع، وضعف الشخصية، وعدم التوجيه والنصح من أهم أسباب انتشار ظاهرة ترويج المخدرات.