أخبرتك ذات غصة.. أن أزهار الياسمين والنيبرمان ستذبل بانتظارنا.. ها هو يطل حزيران.. وها هو البيلسان على الشرفات ذابل حيران.. وها هي نشوة التكوين تعلن شيخوخة الميلاد وها هو قيد عمري ينبت من طين الفجيعة أخبرتني ذات طفولة.. بأننا سنلتحف شمس الظهيرة ولكن.. ثمة غروب يموت في الذكريات!! وثمة تنهيدة تقتات من عمق البكاء أخبرتك أنني أخشى الظلام والحديث عن الموتى.. وصقيع الشتاء.. فأجبتني بذات اليقين أن الأرجوان قصيدة لنا لا تنتهي والبيت (...) وطن به وله ننتمي أخبرتك أنني أرتدي التقشف كل ليلة وأتسكع في الأزقة الفقيرة كما الأرامل ونسيت أن تخبرني أن الدموع الآسنة لا تليق بي وأن الطيور الكسيرة لا تهاجر إلا مني إلي وأن أجراس الجنادب لا تدق ولا تهبط إلا علي نسيت أن تخبرني أن الذهاب في الجنون ليس إلا إيابا في الحنين!! وأن هطول الأمطار.. قد يكون قيظا واستسقاء في عرس المدينة وأن الواحات ومراعي العشق ما هي إلا صحراء تنبض بشهقة تراب حزينة وبأن راحة يديك أمومة في رحاب الله.. لكن ليست كالأمومة!! ماذا تراني أخبر زيف الخصوبة من بعدك!! ماذا أقول لأحلام غربتنا وسنابل شهوتنا! ماذا أبرر لأبجدية الحروف فقد محتني اللغة.. ونكرتني كل الفصول.. لقد أمتني مرة.. ولكن من سيموت عنا مرتين!! من سيوقع عنا ميثاق الرحيل!! يا للصدفة.. فقد تأخرنا كثيرا.. ما أتينا ولم نرحل.. ولسنا الغائبين ما ربحنا.. ولم نخسر.. وما كنا منتصرين..