«لا يمكنني وصف مدى سعادتي في ذلك اليوم الذي شعرت أن جميع مراحل حياتي أصبحت أمامي، تذكرت جميع تفاصيل حياتي صغيرها وكبيرها، من مواقف وأحداث طوتها الأيام ولم استطع تذكرها حتى تلك اللحظة التي قدمت لي والدتي هدية بمناسبة دخولي للجامعة». بهذه الكلمات بدأت هيفاء محمد الطالبة الجامعية وصف خليط المشاعر التي خالجتها بين حنين لأيام مضت وتفاؤل بالمستقبل، وفرح بالهدية التي قدمتها لها والدتها، وأكملت «كانت الهدية عبارة عن ألبوم صور يحوي العديد من الذكريات، ابتداء من صورة لشهادة التطعيم عندما كان عمري لا يتعدى الساعات، وصورتي عندما أصبح عمري سنة واحدة، والعديد من الصور مع أطفال العائلة، وصورة لي وأنا أبكي بعد أخذ التطعيم الذي يسبق دخولي المدرسة، وبعض صوري في رحلاتنا العائلية ومع صديقاتي بالمدرسة، وصورا لتخرجي من المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوي، ووجدت في الألبوم كثيرا من المواقف والأحداث التي لم أتذكرها إلا عند رؤية صورها التي لامست مشاعري، وقد فرحت أمي لفرحي وسهرنا تلك الليلة وهي تحكي لي عن مواقف بعض الصور التي لا أتذكرها لصغر سني فيها، ورغم السنوات الطويلة التي تفصل تواريخ صور الألبوم عن آخره، لم يتغير شكلي كثيرا، إذ ما زالت لدي نفس العينين الصغيرتين وتلك الابتسامة الضاحكة».