أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، أن تعزيز الشراكة مع الباكستان يحظى بالأولوية، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد، موضحا أن العلاقات مع باكستان ليست وليدة اليوم، فالبلدان لديهما شراكة استراتيجية منذ سنوات عديدة. وأوضح في مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس بمقر الخارجية في إسلام آباد مع سرتاج عزيز مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الأمنية والخارجية، أنه في كل الأزمات التي مرت بالبلدين، تجد البلد الآخر في صفه وتشد من أزره، موضحا أن هناك تجديدا لهذه الشراكة الاستراتيجية لتغير الظروف والأوضاع في المنطقة. وقال في معرض رده على سؤال «عكاظ» حول انعكاس الشراكة بين البلدين على الاستقرار الإقليمي ومنع التدخل في الشؤون الخليجية من بعض الدول، قال: إن العلاقات مع باكستان ستبقى، ومحورها الإرادة السياسية بين القيادتين والرغبة الأكيدة بين الشعبين في تضامنهما مع بعضهما البعض والرؤية الواضحة. وأشار سموه إلى أن دورنا في المنطقة هو دور سلام وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وعدم القبول بالتدخل في شؤوننا، وبناء قدراتنا على قدر طاقاتنا، وأن تكون سياستنا تجاه القضايا مبنية على الرؤية الواضحة والنية الصافية والرغبة الأكيدة في حكم القانون بين الدول. ورفض تسمية زيارته بمهمة عمل، قائلا: إن زيارته لباكستان هذه زيارة لبلد حميم. وتابع قائلا: أحمل رسالة صداقة وتعاون، ورسالة مفادها أننا نقف مع باكستان في كل الظروف التي تمر بها. وحول إن كانت زيارته لباكستان لها علاقة بإعطاء مشرف ممرا آمن للخروج من باكستان، قال: هذا غير صحيح إطلاقا. وأضاف: نحن نحترم سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول خاصة الدول الصديقة. وأضاف الأمير سعود الفيصل، أن المباحثات عكست العلاقات التاريخية وحجم التعاون المشترك في العديد من المجالات الهادفة لتعزيز وتطوير التعاملات الاقتصادية والاستثمارية والفنية بين البلدين، والسعي الدائم لتنميتها لمستوى أكثر ترابطا واستغلالا للموارد المتاحة في البلدين. وأكد سموه على دعم نشاط اللجنة المشتركة الاقتصادية السعودية الباكستانية، وتفعيل مجلس الأعمال السعودي المشترك، والعمل على عقد اجتماعاته بصورة منتظمة، في إطار السعي لإقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية المشتركة في شتى المجالات، سواء تلك المتصلة بالزراعة أو الصناعة، ومن بينها بحث التعاون في برامج الطاقة في ظل ما يتوفر لباكستان من إمكانات كبيرة في إنتاج الطاقة الكهرومائية والتي لا يستثمر منها سوى 16 % فقط. وحول الوضع في أفغانستان، قال سموه: إن المملكة ترى أن أفغانستان تمر في مرحلة مفترق الطرق مع الانسحاب المرتقب للقوات الأمريكية والدولية، وهذا الأمر يتطلب من الأفغانيين بكافة مكوناتهم، نبذ المصالح الفئوية الضيقة وتغليب مصلحة بلادهم، والتصدي لأي محاولة تهدف لاستغلال أي طرف خارجي للفراغ الأمني في أفغانستان ومحاولة التغلغل لإثارة النزاعات الطائفية والمذهبية. وبشأن الأزمة السورية، هنأ سموه الائتلاف السوري بإعادة انتخاب أحمد الجربا كرئيس للائتلاف، كما أشار إلى التصريحات غير الموفقة لبعض الأطراف الدولية التي لا تصب في خدمة الجهود الرامية لإنجاح مؤتمر جنيف2، وقال سموه: نخشى أن يكون هدف هذه التصريحات إخراج المؤتمر الهادف لتطبيق توصيات مؤتمر جنيف1. وجدد سموه التأكيد على العناصر التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر أصدقاء سوريا الأخير في لندن، ومن أبرزها، أن يفضي المؤتمر إلى عملية سياسية قوامها تشكيل حكومة انتقالية واسعة الصلاحيات، وأن لا يكون للأسد أو من رموز النظام ممن تلخطت أيديهم في الدماء أي دور فيها، وأن يكون الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الوحيد لكافة أطياف المعارضة السورية. من جهته، قال سرتاج عزيز: إن زيارة الأمير سعود الفيصل أعطت دفعة كبيرة للعلاقات مابين البلدين. وأضاف عزيز: إن باكستان حريصة على تعزيز العلاقات مع المملكة، ونأمل توسيعها في المجالات الاستثمارية والتجارية والطاقة والعمالة.