على الرغم من النجاحات المتواصلة في ضبط الكثير من العمالة المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل، خلال الفترة الماضية، إلا أن ظهور السماسرة والعمالة الهامشية على أرصفة وشوارع تبوك، بات يحير الكثير من الأهالي، الذين لا يعرفون كيف عاد هؤلاء للانتشار بلا خوف أو رقيب. هناك على رصيف المارة أمام محلات قطع الغيار على سبيل المثال ينتظر العشرات من العمالة المخالفة الزبائن، ليعرضوا خدماتهم على أي زبون. «عكاظ» تجولت على محلات قطع الغيار بشارع الثلاثين بمدينة تبوك، لتجد العشرات من «السماسرة والفنيين»، ينتظرون ويمارسون مهنتهم في الهواء الطلق ويجرون عدتهم بكل حرية بعيدا عن أعين الرقابة ويتركون القطع التالفة وبقايا كراتين مخلفات الإصلاح على رصيف المارة، مشوهين بذلك الشوارع العامة وأرصفة المارة. محمد مسلم يشرح كيف تلقى طلبا للمساعدة من أحد هؤلاء السماسرة، والذي عرض عليه خدماته فور حصوله على قطع غيار من أحد المحلات، حيث اعترضني أحد العمالة وقدم لي عروضه وأسعاره المغرية فوافقت وعندما انطلقنا قال لي إنه «ميكانيكي ممتاز» ولكنه للأسف لا يملك ورشة بسبب الأنظمة الجديدة وأوصلني لإحدى الورش التي يديرها بنو جلدته، وبعدما اتفقنا على السعر ذهب سريعا ليعود مرة أخرى بزبون آخر، مما جعلني أتيقن أنه ليس إلا سمسارا يمتهن السمسرة مقابل مبلغ زهيد. أما عبدالرحمن الشهراني بين أنه حصل على قطع وقام بإصلاحها أحد العمالة على الرصيف ولكن لم يكن تصليحه بالمستوى المطلوب بل إن العطل عاد مرة أخرى ولكني لم أجده فقد اختفى بعد قبض الأجرة. أما المتضرر عبدالله سالم فحذر من الذهاب للسماسرة وفنيي العشوائية، مشيرا إلى أنهم سبق أن عرضوا مركبته لأعطال مضاعفة بعدما استبدلوا سيورا داخل المكينة، وقال بعدما انطلقت ظهرت أصوات داخل المحرك وعدت لهم مرة أخرى ولم أجدهم وذهبت إلى شارع الثلاثين لعلي أجدهم ولكن للأسف تواروا عن الأنظار، وكنت أنا الضحية مما جعلني أذهب الى أحد المراكز المتخصصة في الصيانة، مضيفا لا تجد عليهم حسيبا أو رقيبا فهم لا يضمنون إصلاحهم ويختفون عن الأنظار بعد استلام المبلغ. وقال أبو ليد صاحب ورشة، هناك عدد ليس بالقليل من الجنسيات العربية يقفون على أبواب محلات قطع الغيار ويعرضون أسعارهم الزهيدة مقابل الإصلاح وهم يكسرون الأسعار علينا ويجرون عدتهم وأغراضهم على قارعة الطريق وداخل الأحياء ليبتعدوا عن الأنظار، والزبون سيذهب لصاحب السعر الأرخص، مضيفا أننا ندفع إيجارات وفواتير كهرباء ورواتب عمال وأسعارنا تعتبر معقولة ونحن نضمن للعميل مسؤولية الإصلاح، ولكن هؤلاء قطعوا أرزاقنا، وحاصرونا وسرقوا زبائننا، مطالبا الجهات المختصة بعمل جولات ميدانية وضبط العمال المخالفين. ويتفق معه عبدالرحمن وبندر مسفر أصحاب ورش، على أن شارع الثلاثين يشهد سمسرة لصيانة الأعطال البسيطة في السيارات وخاصة التي لا تستغرق وقتا مثل تغيير البواجي والسيور والأنوار وغيرها، ويستبدلونها على قارعة الطريق ويساعدهم بنو جلدتهم من أصحاب الورش المجاورة، والذين معظمهم لا يحمل شهادات مهنية وأخرى منتهية الصلاحية وآخرون جعلوا من سيارات الأهالي حقل تجارب لتعلم مهنة الإصلاح، مضيفا وقعنا في إحراج شديد من الزبائن الذين دائما يصفون أسعارنا بالغلاء مقارنة مع ما يقدمه هؤلاء المخالفون، الذين لا يدفعون إيجارا ولا أجورا ويعملون لصالحهم. وطالب المواطنون وأصحاب الورش وبعض أصحاب محلات القطع على حد سواء بضبط العمال المخالفين الذين خلقوا مهنة السمسرة والهندسة في الهواء الطلق دون تقديم أي ضمان للمركبات، مشوهين بذلك المنظر الجمالي، داعين إلى تطبيق الأنظمة بحقهم. من جهته حذر مدير فرع وزارة التجارة عادل بن ناصرمن الذهاب لتلك العمالة وإبلاغ الجهات المختصة. فيما أوضحت أمانة مدينة تبوك على لسان وكيل الأمين للخدمات والمتحدث الرسمي المهندس ابراهيم أحمد الغبان، بأنه تم القيام بحملة شاملة على جميع الشوارع ومن ضمنها طريق الملك سعود للقضاء على هذه الظاهرة، وتمت السيطرة عليها ومعاقبة المخالفين.