في الوقت الذي يعاني فيه نادي الاتحاد من أزمة اقتصادية بفعل المديونيات المتراكمة، قرعت طبول الحرب في أول الأندية السعودية تأسيسا بعد أن لاحت بوادر تحركات المنتفعين الشخصية والتي تزامنت مع الإعلان عن تشكيل اللجنة المكلفة لدراسة الأوضاع المالية والإدارية. إن توسيع فتيل النزاع في المشهد الاتحادي يأخذ أبعادا خطيرة عندما لوحت بعض الأطراف باستخدام أسلوب الاتهام وحملات التشكيك والغمز واللمز والطعن في ذمم شخصيات ورموز خدمت الاتحاد، مستبقة الأحداث ودون أي مسوغ قانوني يبيح لها ذلك، وحتى قبل التأكد من مسؤولية تلك الرموز الاتحادية عما حصل ودورها في الأزمة التي تفاقمت في السنوات الأخيرة. سقطت كل الخطوط الحمر للنزاهة والمبادئ المهنية وقبلها الإنسانية فقط من أجل توسيع دائرة الحرب وإغراق العميد في الفوضى والسبب دوافع شخصية وتصفية حسابات خاصة. ما يحدث في المونديالي منعطف خطير سيدفع بجميع المحبين والشرفيين إلى تغيير قواعد اللعبة أو بالأصح سيجبرهم على الابتعاد عن العميد وسيشكل حاجزا وسدا منيعا أمام رجال الأعمال المحبين والداعمين ويمنعهم من الاقتراب من العميد. مازالت الأندية بحاجة إلى الشرفيين الداعمين خاصة ونحن مازلنا في بداية عهد الاستثمار الرياضي، والأجواء التي يعيشها العميد هي طاردة ومنفرة للفئتين. رؤساء نادي الاتحاد الحاليون والسابقون هم جميعهم شخصيات اجتماعية مرموقة والتعرض لهم بلغة الهمز واللمز والطعن في النزاهة سيكون ضحيته نادي الاتحاد. المجلس التنفيذي لأعضاء الشرف هو الجهة الرقابية الأولى وأي إجراء أو تدقيق مالي أو إداري يجب أن يكون تحت هذه المظلة وخلف الأبواب المغلقة. أيعقل..؟ لم يعد أحد مؤهلا لأن يلعب في نادي الاتحاد دور الرئيس المحنك وصاحب القرارات الاستراتيجية الصائبة. منطق «العصا» في حل الأزمة الاتحادية مرفوض وغير مقبول من أي جهة كانت. منطق التشكيك والطعن في الذمم عفا عليه الزمن ولم يعد له وجود في عالم متداخل ومتشابك في كل شيء. إن الأمر في أزمة الاتحاد يحتاج إلى إرادة وتصميم وقبلها نيات حسنة والأهم من النيات الحسنة وضع مصلحة العميد في المقام الأول. بعد أن بدأت اللجنة المكلفة بدراسة أوضاع الاتحاد اجتماعاتها، هل الأزمة في طريقها إلى الحل؟ الإجابة كلا طبعا. والأسباب واضحة.. فلا اللجنة متفق عليها اسما ومسمى. ولا طاولة الحوار متفق عليها.. كيف ستكون، ومن يحضر ومن لا يحضر؟ وهل القرارات الناتجة بعد انتهاء عمل اللجنة ملزمة التنفيذ؟ من الواضح أن شبح الرئيس الماسي مازال يؤرق مضاجعهم. من ارتضى أن يلبس صوف النعاج فلا يستطيع التشبه بالذئاب. ما هو الدور الذي يمكن أن يضطلع به الرئيس القادم في حل الأزمة الاتحادية؟؟