ضحكت حتى تعبت من فرط الضحك وأنا أقرأ تصريحات نائب رئيس نادي الاتحاد محمد اليامي وهو يتحدث بحرص شديد عن ميثاق الشرف الذي خرقه كما يقول رئيس الشباب بإعلانه التفاوض مع المحترف العماني أحمد حديد، ومصدر ضحكي أن اليامي في الوقت الذي يريد من الآخرين احترام ميثاق الشرف الذي لا يعدو مجرد حبر على ورق، لا نجد إدارته تحترم القرارات الرسمية، ولا القوانين المرعية؛ فضلاً عن مواثيق الشرف، بل إنها لا تقيم وزناً للعاملين في لجان اتحاد الكرة، فضلاً عن العاملين في الأندية المنافسة. المضحك في الأمر أن التجاوزات التي ارتكبتها إدارة الاتحاد والعاملين معها أكثر من تعدد سريعاً، وأخطر من أن تمرر دون توقف أو حتى عقوبة، وهي التي تبدأ بالنبش في نوايا اتحاد الكرة؛ بدليل التصريحات التي صدرت عن الجانب الاتحادي حيال تأجيل مباراة الاتحاد والهلال في الدور الأول، والتي اتهمت فيها لجنة المسابقات بتعبيد طريق الهلال للعبور لمنصة التتويج باللقب، ولا تنتهي عند الطعن في ذمم العاملين فيه، والتشكيك في نزاهتهم، حتى بات ذلك أشبه بقناعة مكرسة في الذهنية الاتحادية، ولا أدل على ذلك من التصريحات الخطيرة التي صدرت عن مدرب الفريق السابق البرتغالي جوزيه، ومهاجم الفريق نايف هزازي، والاتهامات الأخطر التي صدرت عن مدير المركز الإعلامي عدنان جستنية تجاه الحكم سعد الكثيري، والتي وقفت حيالها جميعاً إدارة النادي مكتوفة الأيدي، مطبقة الفم حتى خال للمتابع أن سكوتها علامة للرضا. والمضحك أكثر أن اليامي يدعو المنافسين لناديه لاحترام مواثيق الشرف، ويبدي أسفه من مفاوضات البلطان ل"حديد" في وقت يخوض فيه ناديه –بحسب تصريحه- مباراة هامة في البطولة الآسيوية ما قد يتسبب في التأثير عليه وتشتيت تركيزه، ولا نراه يدعو شرفيي ناديه لكف الحديث عن الانتخابات، وتنصيب هذا الرئيس، وخلع ذاك الرئيس، وقد حدث ذلك في وقت مبكر؛ رغم أن فريقه كان يعيش معمعة استحقاقاته المحلية والقارية، وما زال الحديث يتصاعد يوماً بعد يوم. في وقت لم تعلن "رعاية الشباب" موعداً للجمعية العمومية. والمضحك حد القهقهة أن نائب رئيس الاتحاد في الوقت الذي يبدي تمسكاً بحتمية احترام مواثيق الشرف الصادرة عن اتحاد الكرة، لا نراه حريصاً على احترام قوانين "رعاية الشباب"؛ بدليل إعفاء مجلس إدارته العضو فراس التركي من منصبيه في المالية والاستثمار، قبل أن يأتيه الرفض من "الرئاسة" نفسها، التي صادقت على أن لا قانونية في ذلك القرار. والمضحك إلى درجة الاستلقاء على الظهر أن اليامي يتحدث عن تجاوز رئيس الشباب لميثاق الشرف، ويبدي حرصاً على هذا الميثاق الذي ولد ميتاً، ولا يبدي حرصه على تطبيق قوانين ناديه، ولو كان يفعل لما تجاوز عن تصريحات محمد نور الأخيرة التي أعقبت مباراة الفريق مع بونيودكور الأوزبكي، والتي انتقد فيها بشدة مدرب الفريق توني أوليفيرا قبل إقالته، ما جعلت النقاد يعلقون على أن تلك التصريحات ما كانت لتصدر عن اللاعب لولا أنه يجد نفسه "فوق القانون"، وهو ما كان. ففي الوقت الذي رحل فيه أوليفيرا كما رحل جوزيه، وقبلهما كالديرون، ما زال نور الحاكم بأمره في النادي الكبير، وهو ما يجعلني أبصم ب"العشرة" أن الأمور في الاتحاد لا تدار لا بميثاق، ولا قانون، ولا حتى "كمنجة"!.