ألقى الدكتور عبدالله قربان عميد معهد الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، مساء أمس الأول، محاضرة في ديوانية الدكتور محمد عمر زبير مدير الجامعة الأسبق حول رسالة ورؤية المعهد في مجال الاقتصاد الإسلامي، استهلها بنبذة تاريخية عن معهد الاقتصاد الإسلامي ونشاطه. وقال إن في المعهد ثمانية باحثين متفرغين وسبعة غير متفرغين. وأشار إلى أن الاقتصاد الرأسمالي بدأ مساره العملي منذ ثلاثمائة سنة، أما الاقتصاد الإسلامي فإنه وإن ارتكز على الرسالة المحمدية منذ ألف وأربعمائة عام، إلا أن التطبيق لم يبدأ إلا منذ خمس وثلاثين سنة. وأنه لا بد من قرار سياسي لتفعيل الاقتصاد الإسلامي، خصوصا في المجال المصرفي. وفي مداخلات الحاضرين في الديوانية، لم يوافق الدكتور ياسر الخولي على أن قرار تفعيل الاقتصاد الإسلامي مهمة النخبة في المجتمع، بل لا بد من أن يبدأ جمهور الناس بالانطلاق في ذلك، ليكونوا قاعدة لهذا العمل الكبير. وطالب رجل الأعمال عبدالقادر حافظ بأن يكون الاقتصاد الإسلامي أفقيا، بحيث تتآكل فئة الأثرياء في أعلاه وفئة الفقراء في أدناه لصالح الطبقة المتوسطة. وأضاف أن المسلمين أولوا موضوع الربا بالغ الاهتمام رغم أنه ورد في ثماني آيات من القرآن الكريم، بينما غفلوا عن آيات الإنفاق والزكاة والصدقة التي وردت في أكثر من مائة آية في الذكر الحكيم. وقال إن البركة في أموال المتصدقين لا تخص المسلمين فقط، بل إن أي متصدق بماله من أي ملة لا بد وأن يبارك الله فيه، واستشهد ببيل جيتس قائلا إنه في عام 2007 كان جيتس هو أغنى رجل في العالم بثروة قدرت ب24 مليار دولار، وقد تبرع بيل جيتس بثلاثة أرباع ماله لأعمال خيرية، فما إن جاء عام 2012 م حتى حل بيل جيتس في المركز الأول ثانية بين أغنياء العالم بثروة قدرها 36 مليار دولار. ثم عرج على الاستثمار في مدينة القدس. وقال إن القدس لم تحظ بأي استثمار من قبل رجال الأعمال المسلمين، بينما رجال الأعمال اليهود يهتمون بها للغاية. وندد حافظ بالذين يشترون الأراضي البيضاء ويتركونها دون استفادة منها، وقال إنه يعتبر هذا نوعا من اكتناز الذهب والفضة. وعلق صاحب الديوانية المضيف الدكتور محمد عمر زبير بأن الكانزين مسؤولون عن أموالهم حتى وإن أدوا الزكاة المفروضة. وشارك الشيخ زهير خياط في المداخلات، منبها إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت توفر غطاء للدولار من الذهب والفضة ثم تركت ذلك، فأصبحت تطبع تريليونات من الدولارات بدون أي غطاء سوى «الطربوش الأمريكي» . وأعرب عن مخاوفه من أن ورقة المائة دولار التي لا تكلف طباعتها أكثر من عشرة سنتات، ربما يأتي يوم تتنصل منها الحكومة الأمريكية فتصبح ورقا مثل أي ورق لا وزن له ولا قيمة.