أكد مستثمرون في قطاع النقل البري أن استمرار تكدس الشاحنات على جسر الملك فهد الرابط بين المملكة والبحرين أصبح أزمة مزمنة تستعصي على الحل، مشيرين إلى أن تقرير «نزاهة» بتحميل بعض الجهات الحكومية مسؤولية التكدس لنقص الكوادر البشرية ليس جديدا، وإنما جاء لتأكيد ظاهرة طالما اشتكى منها المستثمرون، لافتين إلى أن تكدس الشاحنات أفقد الشركات السعودية سوق البحرين بشكل شبه كامل، جراء عدم القدرة على الوصول إلى السوق بالسرعة المطلوبة، جراء الطوابير الطويلة وانتظار الشاحنات المحملة بالبضائع لساعات طويلة قبل الدخول إلى البحرين. وأوضح المستثمر عبد الرحمن العطيشان أن تخصيص أرض من قبل البحرين، كموقف مؤقت خطوة إيجابية، وتنم عن اهتمام المنامة بأزمة التكدس التي تواجه الشركات سواء البحرينية أو السعودية، مشيرا إلى أن عملية السيطرة على هذه المشكلة تتطلب تخصيص أراض بمساحة كبيرة من الجانبين، مشددا على أهمية أن يكون الجسر الرابط بين البلدين كنقطة عبور وليس كمنطقة تجمع للشاحنات كما يحصل حاليا. وبين أن الفترة التي تتطلبها عملية إنهاء الإجراءات في الوقت الراهن تصل إلى 24 ساعة تقريبا، وفي بعض الأحيان تصل إلى 48 ساعة، مؤكدا أن أجور النقل سواء من البحرين أو من المملكة سجلت ارتفاعا كبيرا تجاوز 50 في المئة، مطالبا المسؤولين بضرورة النزول إلى الميدان للوقوف على المشكلة عن قرب عوضا من الاكتفاء بالتقارير التي ترفع. فالكثير من المشكلات يمكن حلها من خلال سرعة اتخاذ القرارات. وقال رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين الدكتور عصام فخرو: إن عملية انسيابية الحركة التجارية بين الملمكة والبحرين مرتبطة بحل مشكلة تكدس الشاحنات على جسر الملك فهد، لافتا إلى أن الجسر ساهم في تسهيل عملية التبادل التجاري وعمليات عبور البضائع والسلع، داعيا إلى إزالة جميع العراقيل التي تعترض طريق استمرارية النمو الحاصل من تحقيق الاستفادة القصوى من الجسر، مشددا على ضرورة التفكير في معالجات عملية نهائية جذرية والابتعاد عن الحلول الترقيعية التي أثبتت عدم جدواها. فالمشكلة ما أن يتم حلها بصورة مؤقتة تبدأ بالظهور من جديد، بل وتتفاقم في الكثير من الأحيان، مضيفا أن هذه المشكلة تتطلب وقفة جادة ومراجعة شاملة لجميع المسببات للوصول إلى حل جذري لها. وكان رئيس مجلس الأعمال السعودي البحريني خليفة الدوسري قال «إن الحل المثالي لتجاوز أزمة تكدس الشاحنات يكمن في إقرار العمل على مدار الساعة»، فتحديد ساعات العمل في إدارة الجمارك يبقي الأمور قائمة، ويحول دون القدرة على تجاوز أزمة التكدس، مشيرا إلى أن المجلس يتحرك بشكل جاد لتجاوز كافة المعوقات التي تعترض سبيل استمرارية الحركة البينية بين الشركات العاملة في البلدين.