مع اقتراب انعقاد الجمعية العمومية غير العادية لنادي الاتحاد والتي حددت يوم الأحد بتاريخ 12 يناير 2014م، أخذت الأمور خلف الكواليس تتصاعد، وبدأ الركض عكس عقارب الساعة بين المتنافسين ترتفع وتيرته في كل الاتجاهات، حيث تشكلت الأحزاب وأسست التكتلات، فمن يكسب السباق المحموم نحو كرسي الرئاسة، لا سيما أن هناك ثلاثة تيارات هي الأبرز حتى الآن رغم تحفظ كل منها بأوراقه وعدم الكشف عنها، ولعل أبرزها تيار بيوتات جدة والذي يمثله في انتخابات رئاسة الاتحاد، عضو الشرف والخبير أحمد فتيحي، الذي يعد أحد الأسماء البارزة في التاريخ الاتحادي، حيث ارتبطت عائلة فتيحي بنادي الاتحاد منذ زمن طويل، ومساهماته مع أكثر من إدارة ترفع أسهمه بالفوز بالرئاسة، لا سيما أنه يحظى بدعم شرفي كبير من قبل الشرفيين القدامى والذين يمثلون بيوتات جدة، فيما يأتي المرشح الثاني عضو الشرف إبراهيم البلوي أحد الأسماء الشابة التي أبدت رغبتها الجادة في رئاسة الاتحاد، بينما يأتي الرئيس الحالي لنادي الاتحاد عادل جمجوم كمرشح ثالث للاستمرار في قيادة شؤون النادي. تأييد شرفي لرئاسة فتيحي يمتاز أحمد فتيحي بالحنكة والخبرة الإدارية، إلى جانب تمتعه بعلاقات تجارية ربما تساعده في حل الإشكاليات المالية التي يعاني منها الاتحاد، وهو وضع منهجية محددة لرئاسة الاتحاد، تتمحور في إظهار المركز المالي بشفافية عالية على أن يكون مجلس الإدارة يتناسب مع الخطة الاستراتيجية التي سيدير بها الرئاسة بعيدا عن الأسماء الموجودة، وعلمت «عكاظ » أن فتيحي يحظى بدعم الرئيس الشرفي الدكتور خالد المرزوقي والأمير طلال بن منصور وأبناء باناجه وبيت الكيال وبيت الناظر وأمين أبو الحسن وحسين لنجاوي وفراس التركي وعبدالرزاق خميس، ونسق فتيحي مع الدكتور خالد المرزوقي بإرسال فريق متخصص في المحاسبة المالية تابع لإحدى الشركات العالمية لإجراء دراسة متكاملة للوقوف على حقيقة الجوانب المالية، ويتوقع أن يقدم فتيحي ترشيحه رسميا خلال 48 ساعة المقبلة. دعم لا محدود فيما يأمل إبراهيم البلوي الظفر بكرسي الرئاسة، مدعما برنامجه الانتخابي ب52 مليون ريال كميزانية متوقعة للنادي، ولا زالت المشاورات قائمة بينه وبين الرئيس الشرفي الدكتور خالد المرزوقي الذي اشترط تقديم شيكات مصدقة لقبول تقديم ملفات المرشحين، ويحظى البلوي بدعم وتأييد عدد من أعضاء الشرف يتقدمهم شقيقه الرئيس الأسبق لنادي الاتحاد منصور البلوي الذي يعد أكبر الداعمين والممولين لرئاسة إبراهيم البلوي، بجانب رئيس الاتحاد الأسبق طلعت لامي ومحمد طلعت لامي وإبراهيم علوان وحسن جمجوم وجمال أبو عمارة ورأفت التركي وعيد الجهني، وسبق أن عرض برنامج انتخابه وأسماء أعضاء مجلس إدارته على كبار شرفي الاتحاد بينهم أسعد عبد الكريم الذي لم يقف بصف أي من المرشحين الراغبين في الرئاسة، وعلمت «عكاظ» من مصادرها الخاصة أن البلوي بصدد بعث خطاب لمكتب رعاية الشباب بجدة يستفسر عن وجود أي ملاحظات على ترشحه، وتشير المعلومات إلى أن الرئاسة العامة لا تمانع من تقدم البلوي لرئاسة الاتحاد، فيما طالب البلوي سابقا بضرورة استقالة المجلس الحالي على أن تسلم له نسخة من كافة العقود التي أبرمتها إدارة الجمجوم، وكذلك كشف بالديون المتراكمة على الاتحاد وفترات استحقاقها، لعمل خطة لجدولتها حتى يتمكن من تسديدها. بحث عن رئيس في المقابل، لا يزال الرئيس المكلف عادل جمجوم يواصل زياراته المكوكية لعدد من رجال الأعمال بجدة، والتي تمثل الشخصيات الاتحادية بهدف إقناعهم بالدخول في المنافسة على رئاسة الاتحاد، وعلمت «عكاظ» أنه التقى أحد الشخصيات الثرية العاملة في إدارة البنوك التجارية، إلا أن الأخيرة أبدت عدم رغبتها في الدخول للمجال الرياضي لأسباب تحتفظ بها، ليزور الجمجوم شخصية أخرى ذات ميول اتحادية وعرض عليها رئاسة النادي، إلا أن الأخير طلب فرصة للتفكير مع دراسة الوضع المالي للنادي، ليختتم زياراته المكوكية بصديقه وعضو الشرف وأحد المرشحين للرئاسة في فترات سابقة ليعرض عليه رئاسة النادي ولكن الأخير رفض تماما، معتبرا ذلك في الوقت الراهن بمثابة «توريطة» للمرشح في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تحيط بالنادي، ويتوقع أن يزور الجمجوم مستشار إدارة النادي لؤي قزاز لمحاولة إقناعه بقبول الترشح، لا سيما أن الإدارة الحالية وقزاز متفقان منذ أول يوم عمل بالنادي، حيث كان القزاز المرشح لرئاسة الاتحاد، ولكن تراجع في الفترة الأخيرة، ويحظى جمجوم بتأييد الدكتور مدني رحيمي وسمير باعيسى وعبدالرحمن العطاس. العضويات بحاجة للتغيير وعلى الجانب الآخر، يقف عدد من أعضاء الشرف متفرجين يرفضون الدخول في التكتلات التنافسية، ويتقدمهم أحمد مسعود ومنير رفه ومحمد بن داخل وأحمد بامجلي وغيرهم، حيث يرى مسعود أن الأمور في نادي الاتحاد اختلطت كثيرا، وأصبح الجميع يتسابق على الاتحاد دون أن يكون هناك هدف محدد، لا سيما أنه يمر بمرحلة صعبة جدا تحتاج إلى تكاتف الجميع، أما على الوضع الراهن فإن عملية الدعم المادي والمعنوي ربما لا تحضر، فالضبابية تغطي جميع أركان النادي، كما طالب المسعود بتعديل أوضاع الجمعيات العمومية والنظام المعمول به لتحديد هوية أعضاء الجمعية والتي باتت مشكلة كبيرة، على اعتبار أنها سمحت لغير المؤهلين بالتصويت للمرشحين، وهناك امتعاض من ترك الأمور بالكامل للجمعيات العمومية ومسؤولية دخول شخصيات غير مؤهلة لقيادة الدفة داخل الأندية الرياضية، مطالبا بوضع ضوابط تحفظ قيمة الجمعيات العمومية بعدما طفح الكيل في كثير من الأندية التي تشهد تدهورا في العمل الإداري نتيجة هذا الخيارات التي أفرزتها الجمعيات، كما حدث في عمومية الاتحاد في السنوات الأخيرة وغيره من الأندية، وأوضح مسعود أن هناك أكثر من محور بحاجة لإعادة النظر فيه حتى تستطيع الأندية أن تعيد هيبتها المفقودة، وبين الرئيس الذهبي أنه في السنوات الماضية التي سبقت الجمعيات العمومية كانت الأمور تبدو أكثر تنظيما وقدرة على اختيار رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة بطريقة أكثر علما وحفاظا على قيمة إدارة النادي، فلم يكن في السابق أي شخص يستطيع الدخول في عضوية النادي أو عضوية المجلس الشرفي ما لم يمر بإجراءات معينة، ففي نادي الاتحاد مثلا، كانت العضوية الشرفية أو حتى عضوية العامل لا يمكن الحصول عليها ما لم يتم تزكية الشخص من قبل عضوين من الشرفيين ومن ثم المصادقة على ذلك من المجلس الشرفي وإدارة النادي، وهذا يظهر حرص النادي على أن العضوية لا يمكن أن تمنح لكل من هب ودب، وإنما هناك عملية انتقائية لمن يحمل عضوية الاتحاد التي اكتسبت احترام جميع الفئات الرياضية والاجتماعية، بينما الآن أصبح من السهل أن تكون عضو شرف لنادي الاتحاد أو أي ناد، مطالبا بإبعاد حاملي عضوية العامل عن عضوية الجمعيات العمومية، بحيث لا يحق له الدخول في الجمعية العمومية ولا التصويت على اختيار مجلس الإدارة، معللا ذلك باختلال التوازن في الاختيار، لا سيما أن بعض الأعضاء سواء كان مؤهلا أو غير ذلك يحق له التصويت على مجلس الإدارة بمجرد دفع 240 ريالا، وبالتالي وجدنا عينات قد لا تعرف مفهوم الجمعية العمومية ولا يدركون أبعاد تصويتهم، ومع هذا يختارون أحيانا أعضاء لا يعرفون حتى أسماءهم، وهذا حدث كثيرا في الجمعيات العمومية بالأندية، بينما نجد إدارات الأندية التي يتم اختيار مجلس إدارتها بعيدا عن الجمعيات العمومية تكون أفضل من الإدارات التي تأتي من بوابة الجمعيات، برغم إيماننا الكامل بدورها ولكن عندما تطبق بطريقة أفضل، مقترحا تقديم امتيازات للعضوية التي تنحصر في الاستفادة من مرافق النادي على أن يتم تحديد مواصفات وضوابط معينة لمن يحق له التصويت في الجمعيات العمومية، كما طالب مسعود بفصل اللاعبين الهواة من دخول الجمعيات العمومية بحكم أن الوضع اختلف عن السابق، فليس من المنطق أن يأتي لاعب هاو ويصوت لتحديد مصير لاعب محترف، وهذه نقطة مهمة يجب تحديثها في النظام، مختتما حديثه بتحميل الرئاسة العامة جزءا كبيرا من وصول بعض الأشخاص غير المؤهلين لرئاسة الأندية، بسبب عدم حرصها في تطبيق النظام الذي بات مهملا من قبل معظم الأندية، لافتا إلى أن ما يحصل في الاتحاد قد سبق للمجلس الشرفي التحذير منه وتم مخاطبة الرئاسة العامة لرعاية الشباب ولكن لم يأتي الرد على مقترحاتنا حول هذا الموضوع.