تنتشر القرى في كافة أرجاء المملكة، ورغم أن عددها يزيد على 10000 قرية إلا أنها لم تحظ طوال القرون الماضية بالاهتمام الكافي. وهناك من القرى شبه معزولة ولا تصلها طرق أو كهرباء أو ماء، وبعض بيوتها أشبه ببيوت أدغال أفريقيا من الخشب والسعف والطين وما شابه ومن أمثلة ذلك قرية (العشش) في منطقة جازان. وهناك من القرى ذات الطبيعة الخلابة مثل قريتي (الخوبة والغاوية) في الجنوب وقرية (ذي عين) في الباحة التي تعتبر من أشهر وأجمل القرى حيث تجري بها المياه وتنتشر فيها المزارع وتربية المواشي. كما أن هناك بعض المناطق التي بها من الآثار الدينية مثل (عسفان وبدر والأبواء). وقد ساهم تراجع أوضاع بعض القرى في هجرة كثير من أبنائها إلى المدن طلبا للرزق حتى أضحت المدن تعاني من الانفجار السكاني. وفي كثير من دول العالم تعتبر زيارة القرى أو قضاء أيام بها من أجمل المتع للعائلة، لكن لا أحد فينا يفكر بذلك في بلدنا لعدم توفر الخدمات والمرافق المناسبة من سكن ومطاعم ومقاه واستراحات وغير ذلك، كما أن مستوى النظافة وهو في غاية الأهمية متدن لدرجة كبيرة. ومن الضرورة بمكان قيام جميع وزارات وإدارات وهيئات الدولة بمسؤولياتها تجاه تلك القرى لتوفير احتياجاتها وتلبية متطلباتها وتحسين وتطوير وضعها الصحي والتعليمي والاقتصادي والسياحي.. عندئذ سنجدها بإذن الله مؤهلة لاستقبال الزوار وعرض منتجاتها وحرفها وفنونها وتراثها عليهم بما يعود بالخير على تلك القرى ويوفر لشبابها الكثير من فرص العمل وبما يجعلهم يتشبثون بقراهم وعدم هجرتها إلى المدن الكبيرة المكتظة أساسا بالسكان.