لايران مشروع لفرض نفسها كقوة اقليمية مدعوم بمشروع نووي، ولاسرائيل مشروع استيطاني توسعي لم يكتمل بعد لانه يرمي الى الهيمنة على المنطقة المحيطة بطريق غير مباشر .. هاتان الدولتان لهما مشاريعهما وتعملان على انجازها.. فقد بدأت ايران اولا بالاستحواذ على العراق بتفاهم سري مع الولاياتالمتحدة التي كان همها الاساس الخروج من المستنقع العراقي، وقامت طهران ايضا بتمتين علاقاتها مع النظام السوري ودعمت حزب الله كقوة باتت اقليمية لا يقتصر تأثيرها على لبنان، ودعمت حركة حماس بالمال والسلاح وما زالت لها علاقات مع الجناح العسكري لحماس الذي يرفض سياسة الالتزام بالخط القطري التركي، وصارت ايران تدعم بقوة اكبر حركة الجهاد الاسلامي في غزة وهي القوة الرئيسية التي استهدفها العدوان الاخير على غزة وليست حركة حماس. عمليا ايران تسعى للوصول الى مياه البحر المتوسط ووصلته، ولعل اتفاق جنيف هو مقدمة لمكافأتها عمليا واعتبارها قوة إقليمية لها مصالحها وامتداداتها في المنطقة العربية فضلا عن افغانستان. فمثلما تسللت ايران واحكمت قبضتها على العراق فانها تأمل في ان تكون لها كلمة في الشأن الافغاني بعد الانسحاب الامريكي المقرر السنة المقبلة. وللولايات المتحدة مصالح نفطية في العراق والدول العربية الاخرى وتريد ان تتبعها تحت السيطرة مع الاعتراف بالنفوذ الايراني، ولهذا كان الصراع حادا بين اسرائيل والولاياتالمتحدة بشأن الاتفاق مع ايران وحاولت اسرائيل تخريبه بشتى الطرق لكنها فشلت حيث ان التقديرات الامريكية استندت الى المصالح الامريكية في المنطقة التي تتجاهلها اسرائيل وتريد من واشنطن شن حرب نيابة عنها كما يقول مسؤولون امريكيون في مجالس خاصة. اذن هناك مشاريع وطنية في هاتين الدولتين وفي المقابل ليس هناك اي مشروع عربي للرد على المشاريع التي تستهدفه، ربما سيكون لدى مصر مشروع لكن من السابق لأوانه الحديث عنه لأن بعض اصحاب المشاريع الاخرى يعملون داخل مصر بالمال والسلاح والجماعات لعرقلة استقرار اكبر دولة عربية واستمرار بقائها في دائرة العنف الداخلي