* يعاني طفلي من نقص فيتامين (د)، ونصحني الطبيب المعالج بتعريضه لأشعة الشمس والاهتمام بتناول الحليب، فهل هناك نصائح أخرى؟ أم وجدان (مكةالمكرمة) ** عرضنا موضوعك على أخصائية التغذية العلاجية منال سنبل فقالت: لا تختلف الفيتامينات جميعا من حيث أهميتها بالنسبة للجسم، فلكل فيتامين دوره ووظيفته الحيوية الخاصة والذي يؤثر نقصه سلبا على العمليات الحيوية والهامة في الجسم إلا أن فيتامين (د) يختلف عن الفيتامينات الأخرى حيث يمكنه أن ينتج داخل الجسم بمساعدة من الطاقة الخارجية. لذلك فإن أشعة الشمس فوق البنفسجية مهمة لتحويل الصورة غير النشطة لفيتامين (د) الموجود تحت الجلد إلى صورته النشطة. ويعتبر الأطفال والذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كافٍ هم أكثر الفئات تأثرا بنقص فيتامين (د) حيث يعد حليب الأم وكذلك حليب البقر من المصادر الفقيرة بفيتامين (د) لذلك يجب أن نتأكد من حصول الأطفال الرضع على فيتامين (د) لأهميته في عملية النمو عن طريق تعريضهم لأشعة الشمس لمدة من 10 إلى 15 دقيقة ما بين الساعة التاسعة والحادية عشرة صباحا، وذلك لتجنب إصابتهم بمرض «الكساح» وهو عبارة عن ليونة شديدة في العظام، والذي من أعراضه التأخر في المشي وتغير ملامح نهايات العظام في الأيدي والأرجل والكعبين وتقوس في الساقين وميلان في العمود الفقري، كما أن نقص هذا الفيتامين قد يؤدي إلى حدوث الكسور في العظام أو تأثر عظام الفك وتشوه في الجمجمة. ويعود ذلك إلى أن فيتامين (د) له الدور الأكبر في تحفيز امتصاص عنصري الكالسيوم والفوسفور اللازمين لنمو العظام والأسنان حيث يتم تحويل الصورة غير الفعالة للفيتامين (بروفيتامين د) تحت الجلد بواسطة أشعة الشمس، بحيث تعبر الكبد وتتحول إلى مادة كيميائية تسير في تيار الدم إلى الكليتين، حيث تتحول إلى مادة أخرى وهي الصورة الفعالة للفيتامين وتسمى (داي هيدروكسي فيتامين د) وهي التي تساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم والفوسفور. وعلى الجانب الآخر فإن الجرعات العالية من فيتامين (د) تؤدي إلى خروج الكالسيوم من العظام مما يؤدي كذلك إلى هشاشة في العظام وليونة وهذا قد يؤدي إلى تكلس الكلى وتكوُّن الحصوات، كما قد يحدث التسمم بفيتامين (د) عندما يتم تناوله بجرعات كبيرة عشوائيا ودون إشراف طبي بمقدار يتجاوز الجرعة اليومية المسموح بها بمقدار 50 ضعفا لمدة عدة أشهر، ويؤدي ذلك التجاوز في الجرعة أيضا إلى ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم وهي حالة خطيرة جدا لأنها تؤدي إلى ترسب الكالسيوم الزائد في الكليتين والقلب والأنسجة الأخرى مسببا أضرارا خطيرة، لذلك يجب أن يكون استخدام فيتامين (د) تحت إشراف الطبيب. وتشير الأبحاث إلى أن مستويات فيتامين (د) التي توصي بها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، هي أقل بكثير مما يحتاجه فعليا الأطفال فوق السنة من العمر للوقاية أو لعلاج النقص في فيتامين (د) حيث وصلت الكميات التي استهلكها الأطفال في هذه الحالات إلى 1000 أو 2000 وحدة دولية يوميا، دون أن يتسبب ذلك بأية أعراض جانبية أو تسمم، مما يزيد التوقعات من استمرار ارتفاع الكميات الموصى بها من قبل الأكاديمية تماشيا مع هذه الأبحاث.