في خطوة غير مسبوقة، أطلقت طفلة ال11 عاما أول أكاديمية علمية متخصصة في العالم لتعليم دول الغرب اللغة الإنجليزية في عقر دارهم مجانا، إلى جانب دروس في اللغة العربية وتطوير الذات.. فضلا عن مواد الرياضيات وفن الرسم والتصوير، بأسلوب تقني مبسط للصغار والكبار. وحقق الموقع الذي انطلق قبل أسبوعين من محافظة الطائف نحو 14 ألف زيارة من 39 دولة في العالم. نبوغ مبكر الطفلة مجد العسيري ابنة الطائف التي صنعت مجدا مضيئا للوطن، تتلقف دروسها 39 دولة من خلال موقع أكاديميتها الذي أطلقته من غرفتها في منزل الأسرة بحي مسرة بالطائف، حيث أشاد بتجربتها عدد من العلماء ومديري جامعات سعودية ومثقفين وأدباء وباركوا لهذه النابغة الصغيرة باعتبارها سفيرة للوطن في الأخلاق والعلم والتعلم. «عكاظ الأسبوعية» زارت الطفلة مجد في منزلها مؤخرا، للتعرف على برنامجها وخطط الأكاديمية التي تشرف عليها، وهنا لفت المواطن محمد عبدالله عسيري والد الطفلة النابغة، أن ابنته مجد حولت المنزل إلى ورش عمل علمية ودروس، بعد أن وظفت كل فرد في عمل مخصص في الأكاديمية التي تتيح لكل أطفال العالم والنساء والرجال بتعدد فئاتهم السنية الدخول اليها عن بعد مجانا وتعلم ما تقدمه هي وأسرتها من دروس. وأوضحت مجد أن أكاديمية (ألفا 71) تم إطلاقها قبل أسبوعين وحققت حتى الآن 14 ألف زيارة من 39 دولة في العالم، واحتلت الولاياتالمتحدةالأمريكية النسبة الأعلى من بين المتابعين لها بعد المملكة، موضحة أن الأكاديمية تقدم دروسا مبسطة بأساليب علمية متقنة لتعلم اللغة الإنجليزية، إضافة لمواد ودروس في الرياضيات، واللغة العربية لغير الناطقين بها، ولفتت إلى أن فريق العمل يقدم دروسا في تطوير الذات للكبار والصغار إضافة لفنون، الرسم، التصوير الاحترافي والرياضيات. وأشارت ابنة الأحد عشر ربيعا، أنها تسعى إلى تعزيز ثقافة العلم والعمل والتعاون في الأسرة ومع الآخرين وانتقاء ما هو مفيد من المعلومات والمهارات العلمية وتنميتها وتقديمها بشكل مختلف للإنسان أينما كان للاستفادة منها في سبيل نشر ثقافة العمل من المنزل وتأصيل ثقافة العمل التطوعي المتقن، وتحسين الصورة الذهنية تجاه تعلم اللغة الإنجليزية وتجاه تعلم الرياضيات وتحسين وتطوير مهارات الرسم والتصوير، إلى جانب مساعدة الأطفال في التخلص من السلوكيات السلبية. توزيع الأدوار وكشفت مجد عن سر فلسفة اسم الأكاديمية (71) وقالت «يرمز الرقم (7) لأخواتي البنات السبع، أما الرقم (1) فيرمز لشقيقي الوحيد عبدالله (7 سنوات)»، موضحة أنها وظفت كل أفراد الأسرة لتولي جانب من مهام الأكاديمية وتقديم الدروس كل في مجال موهبته، وقالت «أوكلت لشقيقتي ريم (26 عاما) التي تحضر الماجستير في أمريكا إادارة موقع الأكاديمية أما مها (24 عاما) وهي تدرس الماجستير في الحاسب الآلي فأوكل لها الإدارة الفنية للموقع، بينما شقيقتي شهد (21 عاما) وهي طالبة صيدلة فمهمتها التدريب عن بعد في الرسم مع أعمال فنية أخرى». وأردفت «رشحت شقيقتي عهد (20 عاما) كمدربة في تطوير الذات خاصة أن سيرتها حافلة بالإنجازات، إضافة إلى تدريبها للغة الإنجليزية والتي تجيدها بطلاقة وهي تستعد لطرح كتابها الثاني في موازنات الأسرة وكتاب ثالث عن أثر التدريب على الأسرة»، ولفتت مدشنة الأكاديمية أن رغد (16 عاما) متخصصة في فن الرسم الجرافيك ومهمتها عمل المونتاج للأفلام التي تقدم الدروس في الموقع، مشيرة إلى أنها لم تغفل شقيقها عبدالله (7 أعوام) حيث وضعته مدربا لأقرانه في التحدث للغة الإنجليزية من المنزل وأبجديات الرسم والسباحة، أما شقيقتها الصغرى جود فتتحدث عن تعزيز السلوكيات الإيجابية لدى الأطفال. من جانبه، أشاد مدير جامعة طيبة الدكتور عدنان المزروع بالأكاديمية الخيرية، وقال «المبادرة جريئة ومبدعة من أسرة مترابطة تحمل رسالة واضحة جديدة على مجتمعنا لها مجموعة من الأهداف أبرزها في نظري نشر ثقافة العمل من المنزل والتي أصبحت الآن على مستوى العالم كله تمثل قطاعا مهما من مصادر الدخل الوطني». وأضاف «فلسفة جود ستساعد على إزالة الرهبة والخوف من الصغار، وبما يساعد على التعبير عن أنفسهم وما يدور في خلدهم»، فيما لفت الدكتور سلطان الحازمي وكيل جامعة جازان للشؤون الأكاديمية وأستاذ اللغة الإنجليزية، أن الموقع جميل ويعبر عن مبادرة رائعة لأسرة سعودية مبدعة تشارك الآخرين نتاجها الفكري لإثراء الحياة. توظيف المهارات من جهته، اعتبر مساعد مدير التعليم في محافظة أبها الدكتور عبدالعزيز عبود، إلى أن التعلم الذاتي أحد أهم ملامح التعلم النشط، بل ويوافق الاتجاهات الحديثة في عمليتي التعليم والتعلم، ويضيف «ما يعرضه هذا الموقع من إبداعات تمثلت في طريقة تعليم اللغة الإنجليزية بالأقران والتي تحاكي متطلبات التعلم للمتعلم، وفي ذلك مواكبة الخيال المتعلم وكيفية حدوث التعلم لديه، بالإضافة إلى دمج مهارات أخرى كمهارة الرسم والتصوير مما يعطي إضافة لاستخدام المهارة وتوظيفها في الحياة اليومية وهذا بلا شك يعزز جوانب التعلم وبقاء أثره في حياة المتعلم وهذا العمل جدير بالاهتمام والاحترام والدعم». وفي رسالة خاصة، قالت وكيلة عمادة البحث العلمي بجامعة طيبة الدكتورة إيمان عسيري «إلى عائلة المواهب.. ريم، مها، شهد، عهد، رغد، مجد، جود والابن عبدالله.. زادكم الكريم الواهب من خيري الدنيا والآخرة.. كم أنا سعيدة وفخورة بكم وازداد فخري وسعادتي وأنا أتنقل بين أيقونات أكاديمية ألفا، وهناك شعاع في الأفق لا ينضب من عطاء والدكم الكريم ووالدتكم العظيمة وأغبطهما عليكم، بعيون (الريم) وسرعة (المها) تشربتم (شهد) التربية والتعليم، (عهد) كم الدين والحشمة، فكنتم من (عباد الله) البارين الصالحين بإذن الله، نعم يحق لي أن أفخر بكم فأنتم (رغد) الدنيا و(مجد) عسير و(جود) الوطن»، فيما لفت وكيل كلية العلوم بجامعة الطائف الدكتور عبدالله الطلحي، أن هذا موقع تعليمي جميل تقوم عليه أسرة سعودية مبدعة بقيادة الصغيرة (مجد) التي تقود الأسرة إلى مجد عظيم بدأت ملامحه تتبلور.