دخل مريض السمنة علي صالح السناني أول من أمس، مركز الأمير سلطان لجراحة المناظير المتطورة وعلاج السمنة في مستشفى الملك فهد في جدة، لتلقى العلاج من تداعيات وزنه الزائد الذي ناهز وزنه 400 كيلو جرام، ما جعله أسيرا للفراش منذ أكثر من عامين. وكانت «عكاظ» نشرت معاناة علي السناني (50 عاما) وشقيقه علي (40 عاما) مرات عدة، كان آخرها في العدد الصادر في ال26 من ذي الحجة 1434ه، بعنوان «السمنة المفرطة تأسر علي ومحمد في غرفة ضيقة». وبين السناني ل «عكاظ» أن مرضه بالسمنة بدأ عندما كان عمره 16 عاما، إذ كان وزنه يبلغ آنذاك 70 كيلو جراما، وعانى حينها من التهاب في الحلق، وذهب به والده إلى المستشفى وصرف له العلاج اللازم وبعد 3 أشهر بدأت الزيادة في وزنه. وقال: «بعدها راجعت الطبيب الذي كشف علي، وسألته عن السبب في زيادة وزني، قال لي عليك بمراجعة طبيب الغدد الدرقية، وبعد عام وصل وزني إلى 120 كيلو جراما، وذلك يعتبر كبيرا لصبي في ال17 من عمره»، لافتا إلى أنه مع تقدمه في السن وتحديدا في عام 1417ه بلغ وزنه 260 كيلو جرام، وأجرى عملية تدبيس معدة في مستشفى الملك فهد، وانخفض وزنه إلى 120 كيلو جراما، لكن بعد عام من العملية عاد وزنه للزيادة مرة أخرى، ضعف الوزن الأول. وذكر أنه عاد للتنويم في المستشفى عام 1429ه، بعد أن عانى من آلام وتعب وصعوبة في الحركة خصوصا أن وزنه زاد على 280 كيلو جراما. وأضاف: «حدد لي الطبيب لإجراء عملية لاستئصال بعض الكتل من جسدي، لكنه أجل العملية لأن المساعدين للطبيب في إجازة وبالفعل تم تحديد موعد للعملية بعد عيد الفطر بأسبوعين، وبعد أن مكثت في المستشفى قرابة 10 أشهر، تفاجئت بأن الطبيب كتب لي خروج نهائي من المستشفى»، مشيرا إلى أنه وجد صعوبة في التحرك حين أنزلوه إلى الطوارئ، فأعادوه إلى الغرفة، واخضعوه للعلاج بالتمارين والعلاج الطبيعي حتى يتفكك التخشب الذي أصاب رجليه. وأفاد السناني أنه بعد خروجه من المستشفى أحضر له فاعل خير فريقا مختصا في العلاج الطبيعي من خارج المملكة، واستمر في العلاج الطبيعي ثلاثة أشهر نقص خلالها وزنه كثيرا، وأصبح قادرا الوقوف على قدميه، لكن تكالب الظروف عليه بوفاة والدته وخاله أدخله في حالة نفسية وبات بعدها عاجزا عن الحركة. بدورها، ذكرت ل «عكاظ» زوجة السناني التي ارتبط بها منذ عامين، أنها لم تشكو يوما من خدمة علي ومساعدته على الاغتسال، مؤكدة أنها تنظف فضلاته التي تعتبرها «مسك وعنبر» على حد قولها. في حين، أوضح مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود، أن مشكلة مريض السمنة علي السناني، تكمن عدم تجاوبه مع الخطة العلاجية التي كانت عائقا، مشيرا إلى أنه سبق للمريض أن أجرى عملية تدبيس للمعدة عام 1417ه في مستشفى الملك فهد بجدة، إلا أنها انفكت بسبب عدم انتظامه في برنامج الغذائي بعد العملية، وبعد ذلك وتحديدا في عام 1427ه دخل المستشفى مرة أخرى مكث خلالها في المستشفى قرابة 9 أشهر، وحاولنا معه بجميع الطرق أن يعتمد على نظام غذائي معين، وعلاج طبيعي، لكن للأسف الشديد لم يكن هناك تجاوب منه، ما أدى إلى تأثره كثيرا. واستغرب الدكتور باداود من أن المريض بعد أن خرج المستشفى شكا من الأطباء وفريق التمريض لم يهتموا بحالته، لافتا إلى أنهم قرروا حينها إحضار فريق طبي مختص من جامعة الملك سعود بالرياض، وعرضت عليهم الحالة وباشرها الدكتور عائض بصفة خاصة وبعد أن شخص حالته ذكر لنا نفس الشيء بأن المريض لم يتجاوب مع البرنامج الغذائي. وأفاد باداود أنهم رتبوا مع الدكتور طه سمان مدير مستشفى الملك فهد بجدة لمتابعة الحالة، بالفعل استقبلوها وتم تنويم المريض والبدء في علاجه تدريجيا. من جهته، قال الدكتور طه سمان أشاد بالدور الكبيرة الذي لعبته إدارة الطوارئ والكوارث بالشؤون الصحية بجدة برئاسة الدكتور محمد باجبير الذي ذهبوا إلى منزل المريض وإحضاره إلى المستشفى. وبين الدكتور سمان أنه بعد ذلك رتبوا مع القسم الهندسي، لمعرفة ما إذا كان المصعد في المستشفى يستطيع حمل المريض، ملمحا إلى أنهم أجروا خطة فرضية لنقل المريض بالمصعد إلى الدور الخامس، حققت النجاح، موضحا أنه هذه الحالة تعتبر الأولى من نوعها التي تصل للمستشفى خصوصا أن وزنه ناهز 400 كيلو جرام، في حين لم يستقبل المستشفى أكثر من 250 كيلو جرام. أوضح استشاري جراحة السمنة بمركز الأمير سلطان لجراحة المناظير المتطورة وعلاج السمنة بمستشفى الملك فهد بجدة، محمود حمو الطبيب المباشر لحالة المريض السناني أن حالة الأخير من الحالات النادرة بالسمنة المفرطة المرضية، رغم انه لم يعان من تداعيات السمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر. وكشف حمو أن السمنة تفاقمت لدى السناني خصوصا في المنطقة السفلى في جسم المريض بنسبة تصل إلى 70%، وهذا النوع يسمى السمنة التي تشبه «الكمثرى» وهي النوع الثاني في السمنة، وتعتبر هذه السمنة صعبة العلاج، ويبدو أن هناك اسبابا وراثية أخرى لتكوين الدهون. واستغرب من معاناة المريض من «سوء تغذية»، رغم المظهر الخارجي له، لافتا إلى أنهم سيبدأون بالعلاج للتقرحات السريرية والالتهابات الموجود في جسمه، ومن ثم التأهيل لمعرفة الأنسب لمساعدته في انزال الوزن، حتى يتمكن من الوقوف على قدميه.