تطالعنا التقنية المعلوماتية كل يوم جديد بمخترع مذهل فريد، وتفاجئنا من حين إلى آخر بإنجاز يشبه المعجزة. وبغض النظر عن هذه الثورة في عالم الاتصالات والتقنية، كان لا بد لهذه التقنيات المتقدمة من ضوابط تحفظها وتضمن سلامة مستخدميها، خاصة وأنها سريعة النمو وبلغت حداً يفوق كل خيال واكبت من خلاله الحياة العصرية وأفادت البشرية، وحتى مقولة أن «العالم أصبح قرية» عفا عليها الزمن، لأن العالم في الواقع أصبح في كل جيب. فالمعلومات تتدفق ثرة لطالبها وتأتيه في المكان الذي يحدد والزمان الذي يريد، وبهذا الفهم نقول: «إن كل مفيد ليظل مفيدا تلزمه رعاية وتنشئة وتهذيب»، فإن وجدت صلح الحال وعمت الفائدة، لهذا كان لابد من جهة تتبنى تنشئة وتهذيب عالم الاتصالات، حتى لا ينفرط عقد النظام والتنظيم لهذه التقنية العظيمة فتصبح كارثة أليمة في ظل تفشي الجرائم المعلوماتية عالمياً، لهذا نشجع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات على أداء هذا الدور وتنميته، وخاصة بعد أن وجد أصحاب القلوب المريضة ضالتهم في التخريب من خلال حواسيبهم الآلية وهواتفهم النقالة بضمائر لا ترعى للآخرين حرمة ولا لأحد خصوصية بدخولهم غير المشروع على الشبكة وبدون استئذان لأن نواياهم في الأساس غير سليمة، سواء بالتنصت أو الابتزاز والسرقة في قالبها الإلكتروني، بالإضافة إلى تسلل المواقع الإلكترونية لإلغاء بيانات خاصة أو لحذفها أو إتلافها، أو محاولة إعاقة الوصول إلى إحدى الخدمات أو تشويشها، ولذلك رصد الجهات الرسمية لهذه المخالفات وفق نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، يهدف إلى تحقيق الأمن المعلوماتي وحفظ حقوق استخدام الشبكة وحماية المصلحة العامة والأخلاق.