يعود الدكتور أحمد عبدالرحمن الغامدي، غدا الخميس، إلى الساحة التشكيلية بمعرضه الشخصي «خارج الزمن» بأكثر من 40 عملا فنيا، في صالة داما ارت في جدة، متناولا فيه أسلوبا مختلفا عما نشاهده في الساحة التشكيلية بعيدا عن التقليدية، فكون جميع مواضيعه من تكوين الصورة نفسها وتنظيم عناصرها بطريقة التركيبات ذات السلسة المتغيرة والمرتبطة من الهيئات والأشكال التي تكتسب قوتها التعبيرية بصورة مستقلة عن أي ارتباط روحي بالنواحي الموضوعية النمطية، وأثبت الغامدي في أعماله أن العملية الإبداعية نتيجة لعوامل شعوريه ولا شعوريه، وأنها تؤثر على عملية التعبير الفني لدى الفنان نفسه. ولعل خبرة الغامدي الطويلة كأكاديمي ورئيس قسم التربية الفنية في جامعة أم القرى وإشرافه على العديد من التشكيليين والتشكيليات السعوديين له دور كبير في تحديد الإدراك الجمالي في لوحاته، فتجد المرونة في استقبال المدركات الجمالية والمواصفات الجمالية، فنجح في صنع علاقة بين فرشاته الأكثر سهولة في الطرح والتناول مع عمق تفكيره وإدراكاته الثقافية بعيدا عن التفاصيل المعقدة التي تغرق المتلقي في اللا مفهوم. يمكننا القول، بعد تجول «عكاظ» بين لوحات الغامدي قبل عرضها» إن غيابه لم يكن لمجرد الغياب بقدر ما هو اختيار توقيت مناسب ليحاول إثبات أن الفنون هي وعاء الثقافة وذاكرة المجتمع، ويؤكد أن الفن في المجتمع الإسلامي هو من أكثر فنون الحضارات ارتباطا بالإنسان، فهو فن العقل الصادر عنه، ليخاطب الغامدي من خلال أعماله الجديدة المثل والمعاني السامية للحياه الإنسانية والفن حديثا كغيره من المؤثرات، ليكون ساميا وعريقا للمشاعر الإنسانية بتتويجها الإيجابية ومؤثرا سلبيا إن لم يوجه الوجهة السليمة. الدكتور أحمد الغامدي، من فناني الجيل الثاني في المملكة، عمل أكاديميا ومشرفا على الدراسات العليا في مجال الفنون لأكثر من 30 عاما، شارك في العديد من المعارض التشكيلية، حصل على العديد من الأوسمة والجوائز العالمية، عضو في العديد من اللجان التحكيمية في كبرى المسابقات الدولية والمحلية، له عدة مقتنيات خارج وداخل المملكة، عضو مؤسس لكثير من الجمعيات السعودية.