لأول مرة خلال 40 عاما اعتبرت غالبية من الأمريكيين أن بلادهم تفقد من نفوذها وتمارس سلطة أقل مما مضى في العالم، جاء ذلك، بحسب استطلاع أجراه معهد بيو الأمريكي الذي أشار إلى أن 53 في المائة من الأمريكيين يعتبرون أن الولاياتالمتحدة تلعب دورا أقل أهمية وقوة في المحفل الدولي. وهذه النسبة أكبر ب12 نقطة منها في عام 2009 وتضاعفت بأكثر من مرتين بالمقارنة مع العام 2004 في عهد إدارة الرئيس جورج بوش. من جهة أخرى، رأى نحو 70 في المائة من المستطلعة آراؤهم أن قدر الاحترام للولايات المتحدة في العالم تراجع ووصل إلى مستويات مماثلة لما كان عليه في نهاية ولاية جورج بوش الثانية. ويوجه الاستطلاع انتقادات شديدة إلى السياسة الخارجية التي ينتهجها حاليا الرئيس باراك أوباما إذ يعارضها 56 في المائة من المستطلعين مقابل 34 في المائة يؤيدونها. وقال معهد بيو في تقرير أعده حول هذا الاستطلاع إن «الأمريكيين لا يوافقون بصورة خاصة على إدارة أوباما للوضع في سورية وإيران والصين وأفغانستان». وأظهر الاستطلاع أن 52 في المائة من الأمريكيين يعتبرون أنه يجدر بالولاياتالمتحدة «الاهتمام بشؤونها الخاصة على الصعيد الدولي وترك الدول الأخرى تحاول تدبر أمورها بأفضل ما يمكنها»، مقابل 38 في المائة يعتقدون عكس ذلك. وقالت الدكتورة ماريا رايموند عضو مجلس العلاقات الخارجية للولايات المتحدة في تصريح ل عكاظ» إنه وبصرف النظر عن الأسباب التى أدت إلى اعتقاد نسبة كبيرة من الأمريكيين بتراجع نفوذ بلادهم، إلا أن هناك حاجة لمعرفة القضايا التي باتت فيها الولاياتالمتحدة تتراجع أمامها خاصة وأن الكثير من القضايا الدولية باتت تحد للولايات المتحدة. وترى الدكتورة رايموند أن إخفاق الولاياتالمتحدة في حل قضية سياسية أو عسكرية المرة تلو الأخرى تركت انطباعا لدى الأمريكيين بالتراجع. فيما قال الخبير الاستراتيجي داني لونج بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية ل«عكاظ» أن هذا القياس الذي رصدته مؤسسة بيو ربما كان قد جاء في وقت خاطئ حيث إن هناك الكثير من الأحداث السلبية في مناطق مختلفة من العالم. فهناك دول مازالت تعيش مخاض الربيع العربي مثل مصر وتونس وليبيا واليمن إضافة إلى ما يحدث اليوم في سورية من تدمير كامل لكل مقومات الدولة وتشريد وقتل للشعب السوري من قبل أطراف متناحرة تعمل على الأرض السورية. ويعتقد الدكتور داني لونج أن هذا الدور قد تراجع بالفعل من قبل الولاياتالمتحدة. كما ويرى لونج أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أفضى في أحاديثه عقب ولايته الثانية إلى النأي بالولاياتالمتحدة عن مناطق الصراعات والحروب حول العالم.