قال إعلاميون خليجيون إن الشارع الخليجي ينتظر من قمة الكويت، تفعيل القرارات التي تمسه بشكل مباشر، وأضافوا في أحاديثهم ل «عكاظ»، أن القرارات المنتظرة ستشكل ملامح المرحلة المقبلة، مطالبين بضرورة أن تتحلى هذه القرارات بمبدأ التكامل، والسعي إلى تطبيق ما يتم الاتفاق عليه. وقال حماد الحدادي تلفزيون سلطنة عمان إن قمة الكويت تمثل اختبارا آخر تواجهه دول مجلس التعاون لإثبات قوة تماسكها والحفاظ على إنجازاتها. واعتبر أن ما يميز هذه القمة هو ما سبقها من أحداث أبرزها الاتفاق النووي الإيراني الذي ستنعكس تأثيراته على دول الخليج، وهو ما سيجعل قرارات قمة الكويت مغايرة شكلا ومضمونا عن القمم السابقة، باعتبار أن قراراتها ستشكل ملامح المرحلة المقبلة في علاقات دول المنطقة مع دول الجوار والعالم. وطالب أن تتحلى أي قرارات مقبلة صادرة عن المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون أو اللجان المشتركة بمبدأ التكامل، والسعي إلى تطبيقه أو التمهيد إليه دون تأخير، مشيرا إلى أن إقرار مواضيع كالعملة الخليجية الموحدة مثلا لا يمكن تأكيد نجاحه في ظل وجود ثغرات في القوانين المنظمة لحركة السلع والبضائع بين دول المجلس، وتباين تطبيق ما نصت عليها الاتفاقات الجمركية بين الدول الخليجية. وأشار الحدادي إلى أن الشارع الخليجي لا يزال يترقب من القمم الخليجية تعزيز القرارات التي تمسه مباشرة، فالتنقل بين دول المجلس بالبطاقة الشخصية مثلا كان ميزة حصدها أبناء الخليج في مرحلة ما، أما اليوم فإن سقف المطالب الاجتماعية ارتفع كثيرا بسبب التطور الديموغرافي المتسارع، تتطلب الالتفات إليها وتحقيق رغباتها. واعتبر أن قمة الكويت استثنائية، لأن توقيتها وما يفترض أن يخرج منها لا بد أن يؤكد مقولة «خليجنا واحد» التي تربت عليها أجيال أبناء دول مجلس التعاون. من جهته، أعرب خالد العدوي رئيس قسم الشؤون المحلية بجريدة عمان «سلطنة عمان» عن تفاؤله بالخروج بعدد من القرارات ولاسيما في موضوع التجارة البينية. وأشار إلى أن القمة تنعقد في وقت تكثر فيه العديد من التوترات الأمنية والإقليمية وملف الاتفاق النووي الإيراني، بالإضافة إلى الحالة التي تمر بها المنطقة العربية بشكل عام، ووضع الشعب السوري، والقضية الفلسطينية التي باتت تؤرق الشارع العربي. ولفت العدوي أن جملة من الموضوعات المطروحة للنقاش منها الاتحاد الخليجي، وتوحيد العملة الخليجية، ومشروع السكك الحديدية، والقضايا الأمنية، مثل قضايا المجال الأمني كالإرهاب والفساد والتحايل الإلكتروني. ورأى عمر العبري من وكالة الأنباء العمانية، أن قمة الكويت تعقد في ظروف بالغة الأهمية ليس فقط على مستوى دول مجلس التعاون بل على المستويين الإقليمي والدولي، ومن بين هذه الظروف التقارب بين هذه الدول وإيران. وأعرب عن قناعته أن قادة مجلس التعاون حريصون على الاتفاق والدفع بالمجلس نحو آفاق أكثر رحابة وسيخرجون بالعديد من الرؤى والتوجهات التي من شأنها إنهاء اختلاف وجهات النظر والاتفاق على مسارات واضحة ومحددة المعالم.