ها أنت لأعلى غرفة في القلب تصعدين، تتبعك زفة من نشيد الإيلاف، وجوقة من صاخب النبض.. ثمة ما يشد الخطى إليك، معا سنمضي إلى أعلى قمم الأولمب، حيث العرائس الصادحات ينتظرن.. خذي مكانك عند مهاد أرجوحة الأمنيات، دوزنت النبض على إيقاع أغنية راقت لك ذات المساء.. صوتي رديف صوتك في النشيد الآن.. اجعلي ضلوعي مزهرك، ووقعي عليه لحن الأمل الآن، وغني : قال لي المحبوب لما زرته: من ببابي؟، قلت: بالباب أنا قال لي: أخطأت تعريف الهوى حينما فرقت فيه بيننا ومضى عام فلما جئته أطرق الباب عليه موهنا قال لي: من أنت ؟ قلت: انظر فما ثم إلا أنت بالباب هنا قال لي: أحسنت تعريف الهوى وعرفت الحب فادخل يا أنا هل راقك اللحن، إن نشيد دمك الفوار في عروقي، وأغنية الأمنيات في صحراء عمري.. جئت يا سيدة القلب وضياء العين، فأحلت حياتي إلى كون آخر، يراقص البنفسج فيه زفة الألوان في مهرجان تحيتك.. تخرج الأزهار من أكمامها لاستقبالك.. نعم.. كل البشارات الآن تهل علي.. غرفات قلبي تزداد اتساع.. نبضي متلاحق الخطو يركض في مساحة الفرح.. لميلادها في قلبي حياة جديدة.. سجلت حضورها في دفتر الروح بمداد الشوق، ورسمت ملامحها بلون الحنين.. كتبت على عصبي سيرة وجدها.. يا لتلك الكلمات المورقات.. وجدتني أهمس حين تأملت ما كتبت على عصبي: كلماتك كانت فتحا *** كانت فرحا ووعود فتحت في قلبي دربا *** كان لزمن موصود جعلتني أبصر نفسي *** أدرك أني موجود نعم.. هي روح جديدة، وعمر يخرج من رماد الاعتياد، كاسرا طوق الجمود، مذيبا ثلج الرتابة، قابضا على مقود الأمل المسافر في البراحات المفتوحة وعدا وتمني.. ليس العمر دقائق نحسبها من ساعة معلقة على حائط بارد، وإنما هو لحظات نسطرها بالصدق، ونعيشها بالحب الفياض.. لا تصدق من يزعم أن إيراق القلب بالعاطفة والحب أمر مرهون بوقت.. ليس للحب مواقيت، وليس له عمر، اضحك إن زاعم الزاعمون أن ذلك محض مراهقة، إنهم لا يعرفون أن الحب قيمة من قيم الإنسانية في تجليها الأعظم.. حب يسع الجميع، ويجلي أكادر الكره والضغينة، توجهه حيثما أشارت إليك بوصلة القلب.. تلوح به للجمال أينما كان، وكيفما حل.. الجمال.. طاقة الروح، ووقود النفوس الظمى.. اترك لنفسك حريتها في التحرك حين يناديها الجمال، وتستحث خطاها بروق الوعد اللوامع.. فهناك يعرف القلب قيمته، وتدرك النفس غايتها من الراحة بعد الكدر.. هناك حيث «الحبيب» الذي يمحض خله صدق العاطفة، وجائش المشاعر، فيا حظ من يدرك ذلك، ويا سعد من تنال نفسه مثل هذه الرغائب.. ويا فرحة الكون كله بتلك اللحظة.. E. Mail: [email protected]