شهدت جاكرتا، أمس، تجمع ما يزيد على 500 شخصية من وزراء الإعلام وأساتذة الجامعات ومسؤولي المؤسسات الإعلامية والباحثين المتخصصين في الإعلام من دول إسلامية وبلدان الأقليات، إضافة إلى عدد من علماء الأمة ومفكريها. ويأتي ذلك التجمع الكبير بين العلماء والمتخصصين الإعلاميين لدراسة قضية مهمة للمجتمع الإسلامي «الإعلام والمسؤولية الاجتماعية»، وهو المحور العام للمؤتمر العالمي الثالث للإعلام الإسلامي، الذي تستضيفه إندونيسيا كل عامين، برعاية الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج، وتنظمه رابطة العالم الإسلامي، بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية. وتحدث في افتتاح المؤتمر الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانج، والأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، اللذان أوضحا أهمية موضوع المؤتمر الذي يدرس قضايا الإعلام مع المجتمع، داعيين إلى بناء شبكة تواصل بين المؤسسات الإعلامية الإسلامية. وأكد الرئيس الإندونيسي، في كلمته التي ألقاها وزير الشؤون الدينية الإندونيسية، على أن دور الإعلام الإسلامي يبرز في التعريف بالإسلام ونقل مبادئه للشعوب الإنسانية، مطالبا إياه بمواجهة الحملات المضللة ضد الإسلام. أما الدكتور التركي، فأوضح أن المؤتمر أحد المناشط المعبرة عن إدراك الرابطة للقوة التأثيرية للإعلام في توجيه رسالته بسلبياتها وإيجابياتها إلى الأمة بفئاتها وشرائحها المختلفة، وضرورة الحد من سلبياته، واستثمار إيجابياته في التغذية الثقافية والاجتماعية الصحيحة الآمنة للأمة الإسلامية، وخدمة شؤونها الداخلية وعلاقاتها مع العالم الخارجي. وأكد الدكتور التركي أن المجتمع المسلم بتركيبته المتشابكة وثقافته المتصلة بالرسالة الخاتمة، يحتاج إلى إعلام يخدم شؤونه ويستجيب لاهتماماته وتطلعاته، ويعبر عن هويته الثقافية وذاتيته الحضارية، ويتعاطى مع قضاياه وشؤونه، بطريقة تنمي روح المسؤولية والحوار والتعاون والتناصح، وتنشر القيم الخلقية والأدبية التي أرشدت إليها الشريعة الإسلامية. وكشف التركي عن أن الرابطة تدعم المساعي لصياغة مواثيق تميز الإعلام العربي والإسلامي، بقيم الأمة وخصائصها الدينية والاجتماعية، وتحديد مفهوم الحرية في شأن التعبير بهذه القيم والمبادئ. يذكر أن وزارة الثقافة والإعلام تشارك في المؤتمر بورقة عمل بعنوان «التحول الإعلامي والثقافي في المملكة»، يلقيها غدا نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر الذي حضر حفل الافتتاح. ويدرس المؤتمر، اليوم، محورين: نحو رؤية إسلامية للعلاقة بين الإعلام والمجتمع، وفرص وتحديات الإعلام في المجتمع المسلم، من خلال عدة موضوعات، ونوقش أمس محور: الإعلام العالمي والأبعاد القيمية والأخلاقية.