سعاد الشمراني (الرياض) وقعت الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأربعاء الماضي، في مقرها بالرياض، اتفاقية تعاون علمي مشترك مع جامعة نابولي «الدراسات الشرقية» الإيطالية، والمعهد الوطني الفرنسي للبحث العلمي، تتيح استكمال أعمال التنقيب للفريق السعودي الفرنسي الإيطالي المشترك في موقع دومة الجندل بمنطقة الجوف لمدة خمس سنوات إضافية، وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والسفير الفرنسي لدى المملكة برترانبزانسنو، والسفير الإيطالي لدى المملكة ماريو بوفو. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن الدولة، ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والآثار، تعمل على مشروع شامل للتعريف بما تمتاز به المملكة من ثقل حضاري وغنى تراثي وعمق تاريخي، موضحا أن بعثات التنقيب التي تضم علماء سعوديين مع نظرائهم من دول عدة تستكشف كل يوم على أرض المملكة طبقات من حضارات عريقة، تبرز أهمية هذه المنطقة في التاريخ الإنساني عبر العصور، وتبرهن على أن هذه الأرض كانت منذ القدم مركز ثقل سياسي واقتصادي وحضاري، وقدرها أن تبقى كذلك، مضيفا أن الهيئة حريصة على إبراز هذه المكتشفات الأثرية، وإتاحتها لاطلاع المواطنين ليتعرفوا عليها ويتفاعلوا معها، بوصفها مكونا أساسيا في الهوية الوطنية، ولفت إلى أن عمليات التوسع المحسوب في عمليات التنقيب الأثرية تجري حاليا من خلال 28 فريقا علميا تضم علماء ومتخصصين سعوديين ودوليين يعملون في عدد من المواقع الأثرية في مناطق مختلفة من المملكة، يواكبها مشاريع تطويرية وإنشائية غير مسبوقة للمتاحف التي من شأنها احتضان أبرز المكتشفات الأثرية في ذات المنطقة، مؤكدا أن الهيئة تنفذ حاليا خمسة متاحف إقليمية جديدة، وتطور ستة متاحف إقليمية قائمة، كما تعمل على تأهيل و تطوير 120 موقعا أثريا لفتحها أمام الزوار، وقال: «بحمد الله بدأنا نلمس تحولا ملحوظا في مجال الوعي المجتمعي تجاه الاهتمام بالتراث الوطني، فصار المواطنون يبادرون إلى الحفاظ على مواقعهم الأثرية ومبانيهم التراثية، ويطالبون بحمايتها وإعادة تأهيلها». وقع الاتفاقية نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي بن إبراهيم الغبان، والدكتور «روملولوريتو» عن جامعة نابولي الإيطالية، في حين وقعها عن المعهد الوطني الفرنسي للبحث العلمي الدكتور «قيوم تشارلوكس».