تظل (الأسرة) هي الحاضن الأول لأي موهبة كانت، حيث يكون لها الدور الكبير في تأسيس تلك الموهبة ورعايتها الرعاية الأولية وذلك من حيث التشجيع والتحفيز وكذلك بالدعم بشتى أنواعه المعنوي والمادي. وبالإضافة إلى الأسرة، تلعب (المؤسسة التعليمية) كالمدارس والجامعات دورا أكبر في دعم وتكريس هذه الموهبة، سواء كانت تلك الموهبة في الثقافة أو الأدب أو المسرح أو العلوم الطبيعية أو حتى الرياضة. على سبيل المثال نجد أن أغلب المذيعين سواء في التلفاز أو عبر الأثير الإذاعي هم متمرسون في الأصل على الإلقاء والتحدث أمام الجمهور منذ أن كان طالبا وذلك من خلال الإذاعة المدرسية في المدرسة أو الأنشطة الثقافية في الجامعة. فمتى ما توافرت تلك الركائز الأساسية في دعم الموهبة سنجد الكثير من المواهب تحلق في سماء الإبداع لا محالة. وعلى النقيض تماما، فمجرد حدوث اختلال في هذه الركائز سيؤدي إلى إجهاض هذه الموهبة وطمس معالمها والوصول بها إلى ما بعد التهميش. وعندما نقوم بنظرة سريعة على مدى تأثير تلك الركائز الأساسية في دعم الموهبة في مجتمعنا سنجد أنها تبدأ بشكل مترهل غالبا حيث لا تؤدي أغلب الأسر في مجتمعنا الدور المطلوب تجاه أبنائهم الموهوبين. يبدو الخلل كامنا في ركيزتي الأسرة والمؤسسة التعليمية ولعلي من هذا المنبر أناشد كل أب وأم بأن يدعموا مواهب أبنائهم وينموها ويلتفتوا بشكل جدي لكل إبداع يصدر منهم كما أنني أتمنى أن أرى في مربي الأجيال الأفاضل في المدارس والجامعات التشجيع والمساندة لمواهب الطلاب. وبالنسبة للدولة ، فهي لم تقصر من ناحية دعم الموهبة والموهوبين على اعتبارها أنشأت العديد من المؤسسات التي تدعم الموهبة، وعلى رأس تلك المؤسسات مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين.