منذ أن أشرع طريق هدى الشام الجديد أبوابه للسيارات المسافرة من جدة إلى مكةالمكرمة عبر جسر بريمان الجديد، والحوادث تثير الرعب في قلوب مستخدمي الطريق الجديد والذي لم ينته بشكل نهائي حتى الآن. وتسبب افتتاح الطريق بشكل ابتدائي، في حدوث العديد من المآسي والمشاهد المروعة، والتي كان آخرها قبل عدة أسابيع عندما أزهقت ارواح عائلة كاملة بعد أن فوجئت بصهريج ضخم يعكس الطريق أمامهم قبيل الغابة الشرقية الواقعة في منتصف الطريق تقريبا مما أدى للكارثة المرورية المروعة.
ويطالب سالكو طريق هدى الشام بضرورة توفير وسائل السلامة في الطريق من خلال تسريع انشاء الحواجز الخرسانية بين الطريقين لقفل صنبور الحوادث اليومية، أو تكثيف الدوريات الأمنية والمرورية لمنع المخالفات المرورية التي تقع يوميا أمام مرأى الجميع. سعيد الغامدي ينطلق يوميا من شمال جدة للعمل في إحدى مدارس العاصمة المقدسة حيث يودع عائلته يوميا خوفا من عدم العودة إليهم بسبب الطريق القاتل، يقول الغامدي: الطريق الجديد المسمى هدى الشام ساهم بشكل كبير في تخفيف معاناة الانتقال من جدةلمكة والتي كانت تستغرق قرابة الساعة والنصف وتقلص الوقت للنصف تقريبا بفضل هذا الطريق المختصر. ويضيف: المشكلة التي لم تتنبه لها وزارة النقل أنها فتحت الطريق للمركبات دون أن توفر وسائل السلامة الرئيسية ومن ضمنها الحواجز الخرسانية بين الطريقين، حيث من الممكن أن تتفاجأ وأنت في طريقك بسيارة أخرى تعكس الطريق وهذا سبب عشرات الحوادث التي وقعت في هذا الطريق. ويلتقط مشاري السلمي طرف الحديث ويقول: اسافر يوميا عبر هذا الطريق حيث اعمل في جامعة أم القرى بمكةالمكرمة، ودائما ما أشاهد الشاحنات التي تقطع الطريق تتسبب في ترويع السيارات وفي الحوادث المرورية بدون وجود أي رادع لا من دوريات المرور الغائبة عن المشهد تماما، أو أمن الطرق الذي لم يبدأ عمله فعليا حتى الآن. «عكاظ» وقفت على الطريق حيث كان واضحا تهور الشاحنات التي تستخدم الطريق على مدار الساعة حيث يقع مرمى النفايات على نفس الطريق جنبا إلى جنب مرمى الصرف الصحي، وعندما تلقي تلك الشاحنات بحمولتها تعود ادراجها إلى الطريق وتضطر إلى قطعه الى الجهة الاخرى أمام السيارات بشكل متهور ومخيف وخصوصا في المساء حيث يفتقد الطريق للإنارة تماما. وفي منتصف الطريق تحديدا يمثل الطريق الجانبي المقبل من مدخل مرمى النفايات الخطر الأكبر في الطريق حيث تتدفق منه الشاحنات بشكل متواصل، ورغم الحواجز الخرسانية التي وضعها المرور بشكل مؤقت إلا أنها لم تردع قائدي الشاحنات المتهورين بل أجبرتهم على عكس الطريق والتسبب في الحوادث المميتة. مصدر مطلع في مرور جدة كشف ل«عكاظ» بأن هناك دوريات مرورية تراقب الطريق، وأشار الى أن هناك ترتيبات مع الادارات الحكومية المعنية لاستكمال المشروع بشكل عاجل.