اعتبر السفير النمساوي السابق في المملكة الدكتور أنطون بروهاسكا أن خادم الحرمين الشريفين من أبرز الزعماء الذين سيخلدهم التاريخ، وقال في ندوة «المملكة برؤية نمساوية» ضمن الفعاليات الثقافية في معرض فيينا الدولي للكتاب: «إن رأيي هذا يؤكده المنهج الذي شرعه الملك عبدالله في التعاطي مع الملفات المعقدة في الداخل والخارج، حيث سن الحوار منهجا وحيدا للتداول حول أي موضوع»، وأضاف: «في الداخل بادر بتأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الذي ناقش عدة قضايا اجتماعية ودينية، أما في الخارج فجاء مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا منارة علمية تسهم في توسيع دائرة الحوار بين أتباع الأديان، حيث يعد المركز خطوة جبارة ستدخل التاريخ بجدارة»، وأكد بروهاسكا أن الملك عبدالله شخصية عظيمة بفعل تحويله مؤسسة الحرس الوطني التي قادها لمدة 47 عاما إلى منارة ثقافية اجتماعية، تسهم في خلق مجتمع معرفي، وتنقل ثقافات الجزيرة العربية إلى جميع أصقاع العالم، موضحا أن الأمير سلمان صديق للنمسا ويحرص على الاستقرار في فيينا بعد جولاته التي كان يبحث فيه آفاق التعاون مع عدة دول أوروبية. وروى بروهاسكا شواهد تدل على الترابط الثقافي والاجتماعي بين المملكة والنمسا، كاشفا عن أن أول خريطة للمملكة بعد توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز كانت من رسم عالم نمساوي، هو اليوس موسيل. وقال «لقد أهديت نسخة من هذه الخريطة إلى الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله أثناء زيارة رسمية للمملكة». وعن تجربة عمله في المملكة، روى قصة مواطن نمساوي تم سجنه بعد ضبطه في جمارك المطار بجدة، فذهب السفير لأمير مكةالمكرمة آنذاك الأمير ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله، وطلب الشفاعة لهذا الشاب كونه لا يعرف أنظمة المملكة، وهي أول زيارة له لدولة عربية، فوعده الأمير ماجد بالبحث في الأمر، مشددا على ضرورة تقيد أي مقيم بالأنظمة المعمول بها في المملكة. في المقابل، تؤكد الكاتبة النمساوية الدكتورة ألكا ماتينز فاين بيرغر أن الملامح الثقافية في المملكة قريبة جدا من النمسا، وقد تعمقت في ذلك من خلال دراسته الأدبية التي أجرتها في المملكة، وعزت اهتمامها بدراسة الأدب السعودي وثقافة المجتمع إلى تميز تاريخها القديم، والقفزات التنويرية المتسارعة التي تشهدها في كافة الجوانب.