كشف ل «عكاظ» وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري عن توجه الوزارة إلى توسيع دائرة الابتعاث بضم دول جديدة، من خلال تعزيز الاتفاقيات التعليمية مع أكثر من دولة، كالتي يجري بحثها حاليا في فنلندا، وقال: «إن برنامج خادم الحرمين الشريفين يستهدف الدول المتقدمة علميا، فها هي الجامعات المتميزة في العالم تحضن طلابا سعوديين في مختلف التخصصات، وأي مكان نجده مناسبا وجيدا لتعليم أبنائنا فلن نتأخر في إتاحة فرصة ابتعاثهم إليه». وبشأن المطالبات بتعليم المبتعثين إلى الدول الأوروبية اللغات الصعبة قبل ابتعاثهم، وخصوصا الألمانية، قال «هذه صعوبة تبرز لدى بعض المبتعثين في إتقان اللغة الألمانية أو غيرها بشكل سريع، وأنا أعتقد أن محاولة اكتساب مهارات اللغة قبل السفر أمر مهم جدا، وأشجع الطلاب الذين تتاح لهم فرصة الابتعاث أن يستثمروا بعض الوقت في تعلم اللغة، كون ذلك يساهم في سهولة تلقيهم اللغة وتجاوبهم معها فور وصولهم» ، مؤكدا أن الوزارة لديها الاستعداد لتقديم العون للطلاب الراغبين في تعلم اللغات، سواء الألمانية أو غيرها من اللغات. جاء حديث الوزير ل «عكاظ» على هامش معرض فيينا الدولي للكتاب، حيث دشن الدكتور العنقري أمس جناح المملكة، حيث تحل ضيف الشرف هذا العام، وقال: «إن النمسا لأول مرة تستضيف دولة في معرض فيينا الدولي، وقد اختارت المملكة كأول ضيف شرف». وأكد أهمية مشاركة المملكة في إبراز الملامح الثقافية السعودية والجوانب التاريخية للمملكة، من خلال الأجنحة المشاركة أو النشاط الثقافي المصاحب، والذي يثري محاوره نخبة من الأدباء والمفكرين من المملكة والنمسا. وفي ندوة عن التعليم العالي في المملكة، عرض الملحق الثقافي في الولاياتالمتحدة الدكتور محمد بن عبدالله العيسى، مراحل تطور الابتعاث في المملكة، وقال: «إن فكرة الابتعاث انطلقت من زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله إلى أمريكا، عندما بحث من الرئيس السابق جورج بوش في تكساس فتح المجال لتعليم الطلاب السعوديين في الجامعات الأمريكية، فبادر خادم الحرمين بإطلاق برنامج الابتعاث الخارجي، الذي أثمر عنه حتى اليوم ابتعاث أكثر من 180 طالبا سعوديا مع مرافقيهم. وأضاف: إن في الولاياتالمتحدة نحو 109 آلاف طالب مع مرافقيهم، يتوزعون في أرقى الجامعات الأمريكية، من بينهم 1600 طبيب وطبيبة في برنامج الزمالة الطبية، و500 صيدلاني وممرض، مؤكدا أن نسبة الطلبات مقابل الطلاب تزيد على 30 في المائة. ونوه بالدور الذي يلعبه الابتعاث في التأثير على البيئة التي يوجد فيها المبتعثون، من خلال الأندية الطلابية السعودية التي تزيد على 256 ناديا في أمريكا وحدها، والأنشطة الثقافية والرياضية التي يحييها المبتعثون. وكشف العيسى عن إحصائية بعدد القضايا المسجلة على المبتعثين في أمريكا، مؤكدا أن الأرقام لا تشكل شيئا بالنسبة لعدد المبتعثين ومرافقيهم، وأن السعوديين هم الأقل في عدد القضايا من بين الطلاب الأجانب، إذ إنه تم تسجيل 1153 قضية، من بينها 131 جنائية، و334 مدنية، و171 أسرية، و173صحية، و38 تتعلق بالهجرة. وعن التعليم العالي في الداخل، بين وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي من خلال لغة الأرقام القفزات التي شهدتها المملكة في هذا الشأن، حيث قفز عدد الجامعات إلى 34 جامعة من بينها تسع جامعات أهلية، وكليات الطب من سبع كليات إلى 31 كلية، بجانب زيادة القبول في الجامعات والكليات بنسبة 175 في المائة.. وأشار العوهلي إلى منهجية التطوير التي أقرتها الوزارة من خلال مسارين، قصير المدى، وطويل المدى المتمثل في برنامج آفاق، وذلك بهدف التحول إلى نظام تعليمي عالمي لمجتمع معرفي إنساني.