يمثل عبدالله الزهراني نموذجا للشاب المتفائل المقبل على الحياة، على الرغم من أنه يمكث في مركز النقاهة في مستشفى الملك فهد في الباحة منذ أكثر من 13 عاما، لتلقي العلاج من شلل في قدميه، نتيجة إصابته بضمور العضلات منذ 25 عاما تشتد وطأته يوما بعد آخر، حتى وصل إلى جهازه التنفسي، وبات يعتمد على الجهاز الصناعي في تنفسه. ولم تفت المعاناة في عضد الزهراني (35 عاما)، وتكسره، بل الشاب متفائل بالشفاء والخروج سيرا على قدميه قريبا، والحصول على وظيفة والزواج، وتأسيس أسرة مثالية. وبين أن معاناته مع ضمور العضلات منذ أن كان في العاشرة من عمره، وكان يراجع مستشفى الملك فهد من حين لآخر حتى أكمل دراسة المرحلة الابتدائية، وازدادت حالته سوءا عام 1415ه، بتوقف قديمه عن الحراك وأصيبتا بالشلل، موضحا أنه أصبح يراجع المستشفى أسبوعيا لمدة 8 سنوات، حتى أشار عليه الأطباء بالمكوث في المستشفى، ليخضع للعلاج على أكمل وجه، وتمكن خلال بقائه في النقاهة من إكمال دراسة المرحلتين المتوسطة والثانوية، وأحب المكان الذي نشأ فيه، وتعلم فيه اللغتين الفلبينية والإنجليزية. وألمح إلى أنه بعد أن مكث في النقاهة 10 سنوات جرى تحويله إلى العناية الخاصة، مع مرضى شبه أموات، خصوصا أن الضمور وصل لجهازه التنفسي وبات يعتمد على الأجهزة في التنفس، موضحا أن يقضي وقت فراغه في المستشفى بتصفح المواقع الاجتماعية، ليكسر العزلة التي يعيشها، ويحتك بالعالم الخارجي. وقال الزهراني «على الرغم من أني أعيش في مستشفى الملك فهد في الباحة منذ 13 عاما، إلا أني لم أفقد يوما الأمل في أن أعود لأعيش حياة طبيعية، أتذكر أول لحظة فقدت فيها القدرة على الحركة كانت مشاعري متبلدة لم أبك أبدا، بسبب يقيني بأني سأمشي يوما ما، ومازال ذاك الأمل يكبر بداخلي ولن أيأس لأن الله معي».