قرارات الجامعة العربية للأسف الشديد «عرجاء» وتحركاتها بطيئة كحركة السحلفاء رغم المحاولات الحثيثة التى تبذل في الوقت الحالي وبذلت فى الماضي، فى عهد الأمين العام السابق عمرو موسى من أجل تفعيل الجامعة العربية وجعلها أكثر انسجاما مع الحركة السياسية والاقتصادية للعالم العربي. ثمة قناعة لدي أننا نتفق كثيرا فى اتخاذ القرارات السياسية لكن آلية المتابعة ومراقبة تنفيذ هذه القرارات غير موجودة، لكن ربما أكثر الأشياء التي تنقص الجامعة العربية هو عدم الاجتهاد على المسار الاقتصادى مثلما هو الحال فى المجال السياسي، فنحن على مدار 60 عاما أصدرنا عشرات القرارات بالتوافق الكامل والإجماع حول القضية الفلسطينية، بيد أنني أتصور أن القضايا الاقتصادية يجب أن تحتل مكانا أكثر من الآن فى الجامعة العربية، إذ أن هناك فوارق كبيرة بين الأغنياء والفقراء فى العالم العربي، والجهود ليست كما ينبغي لكى يلحق فقراء العرب بمستوى قريب من الأغنياء، ولو كانت الجامعة العربية هي من لعبت هذا الدور وقتها كنا سنعتبرها من أفضل التجمعات الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبي، لان الجامعة العربية تجمع بين دول أفريقية مثل السودان والصومال فى أفريقيا، ودول أخرى غنية مثل دول مجلس التعاون الخليجي ودول مغربية غنية مثل ليبيا والجزائر، وهنا يأتي دور الجامعة العربية فى تذويب الفوارق والاستفادة من هذه الإمكانيات حتى تأخذ الدول الفقيرة مكانا أفضل بين الدول العربية والإقليمية مثلما فعل الاتحاد الأوربي، ولدينا مثلا في الصومال مساحات شاسعة للزراعة والثروة الحيوانية مثل السودان، والسؤال أين هي المشروعات العربية فى تنمية الصومال؟ والنتيجة أن الصومال يعاني من جماعات التطرف التي لا تترك مكانا إلا ويصل إليه شرها، وهو ما أدى إلى تخلف الصومال لأكثر من 25 عاما للوراء، والدول الأوروبية البعيدة تعهدت فى مؤتمر المانحين فى بروكسل للصومال بدفع 3 مليارات دولار فى شكل مشروعات، والسؤال أين الدول العربية من هذا وهي تستطيع أن تستثمر ضعف هذا المبلغ دون أن يؤثر عليها. ومن هنا أقول أن التطور في الجامعة العربية يسير كالسلحفاة رغم كل مشاريع التطوير وغيرها من الجهود الصادقة، لذلك أتمنى أن تركز الجامعة العربية على البعد الاقتصادى أولا، وبعد ذلك سوف تتعزز الشراكة السياسية بين الدول العربية لأنها تقوم على ميراث طويل وتاريخي من التعاون معا ضد المصالح المشتركة خاصة فيما يتعلق بفلسطين، ونحلم جميعا بآمال تجمعنا تكون فيها الجامعة العربية تعبيرا صادقا عن التعاون والعمل العربى المشترك. سفير الصومال في القاهرة