كشف ل «عكاظ» الأكاديمي هادي محسن آل ناصر تفاصيل تبرعه بكليته لوجه الله عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، مشيرا إلى أن ما حفزه على هذا العمل النبيل رؤية الآلام التي كان يعيشها زميله شهيد الواجب نبيل الرياني الذي أصيب في حرب الحوثيين، ومكث طريحا للفراش في المستشفى عامين، ما سبب له فشلا كلويا من كثرة المضادات الحيوية والأدوية التي كانت تقدم له، إضافة إلى معاناة ذويه وابنته ريلام اليتيمة. وأكد أن ذلك الموقف دفعه للتبرع بكليته لإنقاذ حياة أي شخص مصاب بالفشل، وحتى يعيش حياة طبيعية، ولا تحرم أسرة من عائلها أو أبناء من أمهم أو زوج من زوجته أو أخ من أخيه، فطرح عبر صفحته في الفيس بوك منشورا قال فيه «نويت لوجه الله أن أتبرع بإحدى كليتي لأي مريض مصاب بالفشل الكلوي ومحتاج لكلية حيث فصيلة دمي o وأنا على أتم الاستعداد لتحمل تكاليف وأعباء السفر لأي منطقة بالمملكة وعلى من يعرف مريضا بحاجة ماسة فلينسق معي على الخاص والله يكتب الأجر للجميع». وذكر أنه بعد أن نشر الخبر عبر الفيس بوك وصله كم هائل من الرسائل على الخاص، موضحا أن أول اتصال كان من خال الفتاة التي سيتبرع لها مع العلم أنه لا يعرف أسرة البنت من قبل، إلا بعدما اتصل به خالها بعد نشر خبر التبرع، وكان وقتها في المشاعر يؤدي فريضة الحج، ملمحا إلى أنهم تواعدوا في مستشفى الملك فهد لإجراء التحاليل. وبين أن مستشفى الملك فهد في جازان حيث ملف الفتاة التي تقوم فيه بغسل الكلى، رفض إجراء التحاليل لأن النظام المعمول به لا يجوز التبرع لغير الأقارب من الدرجة الأولى، موضحا أنه صدم برفض قبول التبرع، مبينا أنه بعد شرح معاناة الفتاة اليتيمة رق قلوب بعض المسؤولين ووعدوهم خيرا في المساعدة قدر المستطاع والمحاولة في خدمتها وطلبوا أرقام جوالاتهم. وأشار إلى أنه توجه إلى مستشفى القوات المسلحة في المنطقة الجنوبية في خميس مشيط، وفتح الملف وإجراء التحاليل الأولية لكلا الطرفين كالوزن والطول والضغط والسكر والدم وأشعة للبطن والتنفس وبعض الأسئلة والاستفسارات كالعمليات السابقة وهل هناك أمراض يشكو منها المتبرع والمتبرع له أو ادوية وعن التاريخ المرضي للمتبرع له وأسئلة ذات العلاقة بالموضوع. وأفاد أنه لم يبق إلا تحاليل وظائف الكلى وتطابق الأنسجة وبعدها المرور على لجان عدة من استشاريين نفسيين واجتماعيين وبحضور مدير المستشفى أو من ينوب عنه لمعرفة الدافع من التبرع وإذا تمت مطابقة الأنسجة وموافقة الأطباء يبقى لنا الموافقة النهائية من المركز السعودي لزراعة الأعضاء لإجراء العملية. ولفت إلى أنه علم من خال الفتاة التي سيتبرع لها أن أمها توفيت بالفشل الكلوي وأخوها وخالها وخالتها وأختها مصابون بالفشل، ملمحا إلى أن الفشل الكلوي حرمها من دراستها الجامعية رغم صغر سنها. ورأى أن الأنانية تقف أمام المصابين بالفشل، مشيرا إلى أنه يجب الاستفادة من التبرع بأعضاء المتوفين في الحوادث والموت الدماغي، مشددا على أهمية نشر ثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع. يذكر أن المتبرع هادي محسن ناصر آل ناصر خريج جامعة الملك خالد لغة إنجليزية وأكاديمي وحافظ القرآن ويتحدث خمس لغات غير العربية معلم لغة إنجليزية ومحاضر في برنامج خادم الحرمين الشريفين لتدريب خريجي الدبلومات الصحية بجامعه جازان وعمل محررا صحفيا متعاونا في صحيفتي «البلاد والجزيرة» وشغل منصب «مدير» مشروع ميناء جازان.