كشف معرض نظمته دار الملاحظة الاجتماعية في جدة بالتعاون مع ادارة مكافحة المخدرات ومستشفى الامل جوانب فنية وابداعا في حياة المتعافين من مرض الادمان. وعكست اللوحات الفنية التي ابدع فيها المتعافون العديد من التجارب العلاجية والإنسانية التى مرت عليهم ابتداء من اتخاذ المتعافي قرار العلاج مرورا بعملية التأهيل النفسى والاجتماعى والسلوكى، والتحولات الاجتماعية التى مر بها فى هذه الفترة حتى وصل لمرحلة القبول الاجتماعى من الأسرة والمجتمع، وانضمام عدد منهم إلى فريق العمل لتأهيل ومساندة مرضى الإدمان. اللوحات التي رصدتها «عكاظ» كانت متنوعة وشاملة، كان من ابرزها لوحة لمتعاف حكت كيف أحرج زوجته وطفلته وطفله عندما كانوا يزورونه في السجن، وتظهر طفلته وهي في حالة رعب وخوف، ولوحة فنية أخرى حملت عنوان (وهديناه النجدين ) توضح مسار المتعاطي من اول لحظة الى النهاية وكيف اختار لنفسه طريق الشر ثم طريق الخير عندما يقرر التوقف والعلاج، ولوحة فنية أخرى لوحة لمتعافي عبارة عن مرآة تعكس الوجه الحقيقي للمتعاطي وتكشف له صورته الحقيقية، وأبدع متعاف في تقديم لوحة وصفت دموع الحزن والالم لمعاناة المتعاطين وقد انهمرت الدموع من عينيه في مشهد حزين يحكي الواقع المرير، فيما قدم مدمن لوحة شاملة ومعبرة عبارة عن صور المخدرات وقد تجمعت في صورة وحوش وشياطين، وشهد المعرض ايضا لوحة بريشة مدمن يوضح كيف يتكئ على ابر المخدرات بعد ان فقد إحدى قدميه في حادث وقع له عندما كان خارج وعيه بسبب تعاطيه الهيروين، ليعكس علاقة قيادة المركبات بتعاطي المخدرات واثر ذلك على الصحة، كما قدم متعاف آخر لوحة بعنوان «حزن وحيرة» تختزل معاناة المتعاطين ووحدتهم وانطواءهم بسبب تعاطيهم للمخدرات، في حين لوحة لمتعاف توضح علاقة الادمان بالسفر خارج المملكة، وحكت لوحة أخرى في المعرض كيف حال المتعاطي وهو يغرق ويبحث عن منقذ ينقذه من براثن المخدرات، وكانت لوحة مماثلة رسمها متعاف بينت كيف يكون المتعاطي متقوقعا وأسيرا للمخدرات حيث عمد لرسم مدمن داخل زجاجة دواء بداخلها كافة انواع المخدرات، وعبر متعاف عن مراحل حياة الانسان الذي يتورط في المخدرات ورسم مشهدا عبارة عن ساعة تدور فيها جميع مراحل التعاطي من اول لحظة الى اخر ثانية. وأثنى زائرو المعرض على جماليات تلك اللوحات المعبرة واعتبروها ان تختصر معاناة في الوان، وقدم المتعافون شكرهم وتقديرهم لكل من دعمهم وساعدهم في اقامة واستضافة هذا المعرض، إلى جانب إدارة مكافحة المخدرات ومستشفى الامل والقائمين على منزل منتصف الطريق والرعاية اللاحقة ومدير دار الملاحظة الاجتماعية في جدة ومدير عام فرع وزارة الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة. وأكد مدير شرطة جدة اللواء عبدالله بن محمد القحطاني ان هذا المعرض الذي شخص واقع المخدرات يؤكد للجميع خطورة هذا المستنقع الذي يدمر مقدرات الوطن وشبابه مشددا ان باب التوبة والعلاج والرجوع للحق يظل مفتوحا طالما امتلك الإنسان الارادة القوية وأخذ قرار العودة للحياة قبل فوات الأوان. وأكد مدير دار الملاحظة الاجتماعية علي فايز الشهراني ان المخدرات تعتبر آفة مدمرة للإنسان وتحوله الى حالة من اللاوعي مؤكدا ان كثيرا من المدمنين قد من الله تعالى عليهم بالشفاء وعادوا أعضاء صالحين وتعالجوا من الادمان، وعلى كل مدمن ان يدرك ذلك وان باب التوبة والعلاج يظل مفتوحا وان المريض بيده ذلك المفتاح.