استبعدت واشنطن أن تقوم بدور المحكم أو الشريك فى عملية السلام فى الشرق الأوسط، وأكدت أن دورها محصور في تسهيل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية فقط. وجاء هذا الموقف ردا على مطالب حركة فتح والسلطة الفلسطينية بضرورة تدخل أمريكي فاعل والضغط على إسرائيل لإنجاح المفاوضات الجارية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف إن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بدآ مفاوضات مباشرة حول الوضع النهائي منذ ثلاثة أشهر، مشيرة إلى أن الجانبين أكدا التزامهما بالجدول الزمني للمفاوضات، الذي يستغرق تسعة أشهر بهدف التوصل إلى اتفاق حول الوضع النهائي من خلال المفاوضات المباشرة. ونفت الأنباء التي تتردد حول وجود خطة أو ورقة عمل على وشك أن تصدر عن المفاوضات المباشرة، قائلة إن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تحقق تقدما، إلا أنه ما زال هناك أمامها وقت حتى مارس القادم، لكى تفرز هذه المباحثات عن شيء. يذكر أنه من المقرر أن يتوجه وزير الخارجية جون كيرى إلى إسرائيل والضفة الغربية بعد زيارته بولندا أمس، فى إطار جولته الحالية، التي تستغرق عشرة أيام. إلى ذلك، نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، عن مصدر سياسي غربي أن جون كيري فهم خلال لقائه مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أسبوعين في روما، أن الأخير غير معني بالتوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين. فيما كشفت مصادر إسرائيلية أمس، عن تفاصيل جديدة خاصة بسير المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية التي مضت فترة نحو أربعة أشهر على انطلاقها تخللها خمسة عشر لقاء ثنائياً حتى الآن دون أي تقدم يذكر. وبشأن قضية الحدود فإن الموقف التفاوضي الإسرائيلي ينطلق من اعتبار مسار الجدار الأمني الفاصل هو حدود الضفة الغربية، وليس حدود عام 1967 كما يطالب الجانب الفلسطيني، بالإضافة إلى عدم اكتفاء إسرائيل بإبقاء الكتل الاستيطانية الكبرى تحت سيادتها وحدها بل سعيها لضم عدة مستوطنات أخرى ومنها بيت إيل وبساغوت في محيط رام الله إليها. وأكدت إسرائيل عزمها على الاحتفاظ بغور الأردن وبعض المناطق المسيطرة على الموارد المائية.