كشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن أن اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ الذي تقرر عقده الأحد المقبل سيدعو إلى ضرورة توحد المعارضة، وأكدت المصادر رفيعة المستوى أن الوزاري العربي لن يطالب المعارضة بالذهاب إلى مؤتمر جنيف 2 أو يمارس أية ضغوط عليها لاتخاذ هذا القرار.. كما كشفت عن أن الاجتماع سيتبنى بقدر كبير بيان أصدقاء سورية الذي عقد في لندن الثلاثاء الماضي «22 أكتوبر» خاصة في شأن تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات واسعة وعدم وجود مكان لنظام الأسد في تقرير مستقبل سورية. وقالت المصادر إنه لا يمكن للوزراء العرب أن يتبنوا أية أفكار تنطوي على تجاوز جرائم النظام، أو الضغط على المعارضة لقبول ما لا تريد به من قبيل الحوار مع النظام أو التخلي عن شروطها، لكنها في ذات الوقت ستوجه نداء ومطلبا إليها بضرورة توحيد مواقفها وتجاوز الانقسامات لخطورتها عليها خلال هذه المرحلة.. وألمحت إلى أن قرار المعارضة بالذهاب إلى جنيف من عدمه شأن خاص بها، لافتة إلى وجود موقف غالب «عربي ودولي» لأهمية الاحتكام إلى الحل السياسي للأزمة، خاصة في ظل فشل أي من الطرفين الحسم الميداني على الأرض وتحقيق انتصار ساحق. وتوقعت المصادر أن يحظى موقف المعارضة بدعم خليجي بالدرجة الأولى خلال اجتماع وزراء الخارجية، والتمسك بضرورة خروج نظام الأسد من الحكم وعدم مشاركته في تقرير مستقبل سورية، وكذا أهمية المساندة العربية للمعارضة بالدرجة الأولى في هذه المرحلة المصيرية. وفي سياق متصل،أكد نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض فاروق طيفور في حوار مع «عكاظ» أن كلام المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي عن دور للأسد في المرحلة الانتقالية مناقض لبيان جنيف ولأسس الدعوة لجنيف 2 ومؤشر على أن الإبراهيمي تقدم بالسن وبات يفتقد إلى الذاكرة النشطة. وشدد طيفور أن كلام الإبراهيمي مخالف أصلا لبيان مؤتمر جنيف2 ولبيان 30 حزيران يونيو 2012 الصادر عن مجلس الأمن وللأسس التي يجري الدعوة عبرها لمؤتمر جنيف2، فالبيان يتحدث عن حسم انتقالي بشكل جنيف2 وكامل الصلاحيات بكافة مؤسسات الدولة السورية بما فيها مؤسسة الرئاسة وبالتالي ما جاء به الإبراهيمي مخالف لهذه المبادئ حيث كما يبدو وللأسف أن الإبراهيمي تقدم بالسن وبات يفتقد إلى الذاكرة النشطة لأنه يعلم تماما أن المرحلة الانتقالية لا وجود للأسد فيها بل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية. وقال نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض إن جنيف2 في مهب الريح وانعقاده غير محسوم مطلقاً عندما انعقد مؤتمر أصدقاء سورية مؤخراً في لنجن شعرنا وعبر البيان الصادر عن المؤتمر أن هناك إمكانية لعقد المؤتمر لأن البيان الصادر وضع النقاط على الحروف وأوضح كل النقاط الغامضة ووضع للمعارضة تطمينات يمكنها أن تسند عليها للمشاركة لكن الإبراهيمي الآن أعاد جنيف2 إلى مرحلة مهب الريح. وحول ارتباط مواقف الإبراهيمي بالموقف الأمريكي الذي يبدو شهد تحولا تجاه الأزمة السورية قال طيفور: لا أعتقد أن الأمور تسير بهذا الشكل بالنسبة للمسار الأمريكي وبيان أصدقاء سورية في لندن كان لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري دور أساسي في صياغته لا بل لعب دوراً لولبياً في النقاشات التي حصلت وقد التقيناه كوفد للائتلاف ثلاث مرات بيوم واحد وأكد لنا أن البيان يعبر عن الموقف الأمريكي وأن لا وجود للأسد بمستقبل سورية مطلقاً.