تعاني عدد من الأحياء السكنية والمراكز التابعة لبلدية محافظة الخرمة، من تراكم أكوام النفايات حول الحاويات المخصصة لها في الشوارع وانتشار روائحها ليلا ونهارا بسبب عدم تجميعها من قبل قسم النظافة في البلدية وغياب العمالة المخصصة لنظافة الحي، ما دفع العديد من مواطني محافظة الخرمة خلال الأيام الماضية إلى استئجار بعض العمالة على حسابهم الخاص وبمقابل كبير وذلك من أجل نظافة شوارعهم كبديل مؤقت لعمال النظافة المتخصصين ببلدية الخرمة والمتفرغين لجمع الحديد والمخلفات لبيعها في الحراج والاستفادة منها. وأشار عدد من المواطنين منهم علي السبيعي وعبدالله السبيعي أن عمال النظافة يهتمون بتجميع العلب الفارغة ونقلها إلى منازلهم استعداد لبيعها في الحراج أو على بعض الأشخاص العاملين في هذا المجال من أجل الكسب المادي بينما يهملون رفع النفايات. فيما لفت سعد السبيعي إلى أن روائح الحاويات أصبحت تسبب أضرارا صحية حقيقية مع تلوث البيئة المحيطة بالتجمعات السكنية بسبب عدم جمعها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع حيث امتلأت تلك الحاويات بالنفايات، وتراكمت في الكثير من شوارع الأحياء، في وقت لا يعرف الأهالي ما إذا كانت شركات النظافة تعرف هذه المواقع أم أنها لا تدخل تلك الشوارع من الأساس، وأصبح حال سكانها يرثى له، لاسيما أنها مشكلة متكررة، تجد وعودا بحلها منذ زمن من قبل المسؤولين، إلا أنها لم تحل حتى الآن. وأفاد عدد من سكان الخرمة أن مخاوف المواطنين تأتي من انتشار البعوض المسبب لبعض الأمراض خاصة في ظل تراكم النفايات بسبب قلة أعداد العمال، مطالبين بأن تعالج الأمانة أوضاعها وتعيد ترتيب أوراقها لتقوم بدورها تجاه الأهالي والسكان، من خلال نظرة واقعية للوضع المأساوي الذي ينذر بكارثة بيئية إن استمر الوضع على ما هو عليه. ولم تقتصر مطالب أهالي العديد من أحياء الخرمة على نظافة الشوارع لكنها تجاوزت ذلك لمطالب أرهقهم غيابها من خلال الشوارع المتهالكة والتي لازالت بحاجة ماسة لتهيئتها وإعادة الطبقات الأسفلتية للداخلية منها بدلا من الحفريات التي تواجه السكان وتتسبب بإتلاف الممتلكات الخاصة بهم وفي مقدمتها السيارات. وأشار سالم السبيعي إلى أن أشكال «الترقيع» التي تتبعها الجهات المعنية حيال الشوارع الحيوية وشوارع الأحياء المهترئة سواء بالأسفلت أو الخرسانة المفرودة لم تجد نفعا في الطبقة الأسفلتية القائمة. ففي كل مرة تتأزم فيها حالة هذه الطبقات وتتزايد في المقابل معاناة الأهالي في معظم المخططات السكنية. وانتقد طاهر العتيبي عددا من الشوارع الأسفلتية كونها تجردت عن شكلها الطبيعي وبدأت تتخذ من الترهلات والتعرجات والحفر والأتربة سمة بارزة لها، في ظل انعدام حلول جذرية لشوارع المحافظة، والاكتفاء بالحلول الموقتة لهذه المعضلة التي يعتبرها الكثيرون الهم الأول والركيزة الأساسية في سبيل الإصلاحات البلدية للخدمات المقدمة للمواطن. من جانبه، أوضح مصدر في بلدية الخرمة، أن سبب تدني مستوى النظافة في بعض الأحياء بالخرمة، يعود إلى النقص المتكرر في عمال النظافة، إضافة لكثرة الأعطال في المعدات المستخدمة في عمليات النظافة، مشيرا إلى أن البلدية لا تتهاون في تطبيق الحسومات على العمال إثر ورود شكوى والتأكد منها ومتابعتها.