شيعت جموع غفيرة من الأهالي والأعيان والمسؤولين أمس، الفتاة زبيدة ياسر السليماني، التي انتقلت إلى رحمة الله إثر خطأ طبي يحتمل تعرضها له أثناء عملية جراحية، ودفنت في مقبرة الرويس، بعد أن أديت الصلاة عليها مغرب أمس، في مسجد الثنيان. وكانت الفتاة ادخلت مستشفى عرفان يوم الاحد الماضي اثر آلام حادة في البطن وقرر الاطباء انهاء معاناتها من الزائدة الدودية وانها بحاجة الى استئصالها، والقصة كما يرويها والدها المكلوم ياسر السليماني قائلا «ابنتي البالغة من العمر 17 عاما لم تكن تعاني من أمراض مزمنة أو مشاكل صحية حين ذهابي بها للمستشفى بل إن المشكلة الاساسية هي ألم في البطن وغثيان وألم حاد في الجانب الأيمن، وأفاد الأطباء أنها تعاني من الزائدة الدودية وأوضح الكشف علامات الالتهاب الحاد للزائدة الدودية بعد 24 ساعة من تحليل البروتين (سي آر بي) واثناء اجراء العملية تعرضت ابنتي لخطأ طبي باعتراف الطبيب الجراح الذي اجرى العملية» تحتفظ الجريدة باسمه. وأفاد والد زبيدة ان التقرير الاولي لحالتها، تحتفظ الجريدة بنسخة منه، ينص بعد نقلها الى غرفة العمليات تحت التخدير العام وبعد تهيئة البطن حدث انتفاخ في منطقة الصرة ومن ثم حدث هبوط في ضغط الدم وبعد ذلك توقف الانتفاخ وتم ازالة الانسداد الذي حدث للغازات بعدها تم عمل دلك للقلب والرأس لما يقارب نصف ساعة وبعد ان استردت حالة القلب العادية تم استكشاف البطن بشقه. ويؤكد والدها ان ابنته تعرضت لخطأ طبي فادح وتعرضت أثناء العملية لنزيف حاد بسبب خطأ الطبيب الذي أراد إدخال منظار للبطن لم يوضع في المكان السليم ما تسبب في جرح غائر داخل البطن وتسبب في انتفاخ في منطقة الصرة، وبعدها مباشرة حدث هبوط في ضغط الدم وهناك سائل داخل الصفاق، ولكن هناك ورم دموي صغير داخل الصفاق في الحفرة الحرقفية لم ينتشر وللاسف لم يتعرفوا على الخطأ إلا بعد مرور 30 دقيقة مما فاقم الأزمة. وأشار والد الفتاة إلى أن التقرير الأول من المستشفى لم يفصل الحالة تحديدا ولم يذكر أن ابنته تعرضت لتوقف القلب 45 ساعة، عملت خلالها عملية إنعاش عن طريق اليدين وأن ابنته دخلت المسشتفى لعملية الزائدة الدودية وتوفيت بعد اجراء ثلاث عمليات منظار / إنارة / والتدخل الجراحي، وفتحتان كبيرتان في البطن. بعدها عاد القلب للنبض، إلا أنها توفيت دماغيا، وساءت حالتها إلى أن توفاها الله صباح يوم امس الساعة الحادية عشرة وربع صباحا، وأوضح والد الفتاة أنه يطالب بالتحقيق مع المستشفى وأنه سيرفع قضية لمحاسبة المتسبب في وفاة ابنته. بدوره أوضح المتحدث الرسمي بصحة محافظة جدة عبدالرحمن بن سعد الصحفي بأن مديرية الشؤون الصحية تتابع قضية الفتاة المتوفاه في مستشفى عرفان بجدة بعد إجراء عملية جراحية، وقد وجه مدير الشؤون الصحية الدكتور سامي بن محمد باداود فور ورود المعلومة عن حالة الفتاة مساء يوم الأربعاء الموافق 18/12/1434ه بتشكيل لجنة طبية مكونة من: استشاري جراحة عامة ومناظير، استشاري تخدير وعناية مركزة، وطبيب من قسم الجودة، وطبيب من إدارة المتابعة الفنية وبمتابعته الشخصية للإشراف على عمل اللجنة. وقد أكد مدير الشؤون الصحية أن اللجنة لم تسجل خلال وجودها في المستشفى وإجرائها للتحقيقات أي خلل أو مشكلة في توصيلات الأوكسجين والنيتروجين مما ينفي وجود أي خطأ طبي بسبب الغازات الطبية وتوصيلاتها كما ذكر في بعض الصحف الصادرة بالأمس، كما قامت اللجنة بالتحقق من عدم وجود نزيف للمريضة أثناء العملية مما ينفي أن يكون النزف هو سبب الوفاة، وقد توصلت اللجنة مبدئيا إلى أن سبب الوفاة في الأغلب يعود إلى احتمالية حدوث مضاعفات في الإجراء الجراحي من قبل الطبيب المعالج أثناء قيامه بحقن تجويف البطن للمريضة وإصابته لأحد الأوردة الرئيسية وهذه إحدى المضاعفات التي تنتج من عمليات المناظير البطنية ونسبة حدوثها من 0.1 % وسيتم إحالة القضية للهيئة الطبية الشرعية بناء على ذلك وحسب المادة الرابعة والثلاثين من نظام مزاولة المهن الصحية والصادر بالمرسوم الملكي رقم م/59 في 4/11/1426ه والذي يحدد اختصاصات الهيئة الصحية الشرعية النظر في الأخطاء المهنية الصحية التي ينتج عنها وفاة أو فقد عضو من أعضاء الجسم أو فقد منفعة أو بعض منها ولو لم يكن هناك دعوى بالحق الخاص. وأوضح مدير الشؤون الصحية بأن العقوبات التي يتم اتباعها في مثل هذه الحالات تتم حسب المتسبب في الخطأ، ففي حالة الخطأ الشخصي يتم إيقاع العقوبة على الشخص المتسبب حسب رأي اللجنة الطبية الشرعية التي تشتمل على الغرامة المالية وسحب الترخيص. أما في حالة تسبب المنشأة أو أنظمتها في الخطأ فيتم تطبيق العقوبة على المنشأة وتشمل الغرامة المالية والإغلاق حسب حجم الخطأ. ويتقبل آل السليماني العزاء في فقيدتهم زبيدة، اعتبارا من اليوم في منزل الأسرة الكائن في حي الربوة شارع الثلاثين، جوار قاعة التاج خلف سوبر ماركت الإخوان، أو على جوال والد الفقيدة (0550697095).