حرص القنصل البريطاني محمد شوكت على أداء فريضة الحج هذا العام بمرافقة أسرته، ورفض كل الرسميات وفضل أن يؤدي حجه كسائر حجاج أمريكا وأوروبا في المخيمات المخصصة لهم. وأدى شوكت البالغ من العمر 38 عاما مناسك الحج ترافقه زوجته، وابنته عائشة «تسعة أعوام»، وطه «سبعة أعوام»، وأحمد «عام ونصف». وأرجع شوكت اختياره الحج بهذه الطريقة لضرورة معايشة الحجاج والاطلاع على أحوالهم خصوصا الحجاج التابعين لبريطانيا والبالغ عددهم قرابة ثمانية عشر ألفا. وتواجد القنصل البريطاني في مخيمات تابعة لمكتب حجاج أمريكا وأوروبا رقم (51) في مشعر منى بالقرب من جسر الجمرات، واصفا الحج بأنه نزهة روحانية وبلسم للقلوب. وقال: جميع من في المخيم أحاطوا أسرتي بالرعاية والاهتمام فشعرت خلال الحج بأني بين أهلي وإخواني، بل إنني شعرت بقيمة الأخوة الإسلامية. وأبان القنصل الذي أدى حجته الأولى واطلع على الخدمات التي تقدم للحجاج البريطانيين أنه «حج هذا العام من بريطانيا 18000 حاج، بعد قرار تقليص عدد الحجاج بنسبة 20 في المائة، بسبب مشروع توسعة المطاف والمشاريع العملاقة التي أمر بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهذا أمر تفهّمه البريطانيون من حجاج وشركات جيدا»، مشيدا بمشروع القطار الذي تنقل به خلال أدائه شعائر حجه من منى إلى عرفة، ومنها إلى مزدلفة، ثم عاد مرة أخرى إلى منى. وشدد شوكت على أن الحجاج البريطانيين لم يصادفوا هذا العام أي مشكلة تذكر، وسفارة بريطانيا في الرياض والقنصلية بجدة، تتابعان الحجاج البريطانيين عن كثب على مدار الساعة، وعبر الفريق الإداري، لحل أي معضلة يمكن أن تواجههم. وقال شوكت: إن الحكومة السعودية قدمت كل التسهيلات، والاهتمام بالحجاج تمثل في تقديم التسهيلات لشركات الحج والعمرة، حتى بلغت أكثر من 60 شركة بريطانية، وشهد حج هذا العام وصول أكثر من 18 ألف حاج بريطاني، من ضمنهم فريق طبي وفريق دبلوماسي، دأبت الحكومة البريطانية على إرسالهما مع الحجيج منذ 15 عاما. وأشار شوكت لوجود فريق طبي بريطاني لمواجهة الحالات الطارئة، مبينا أن عمل الفريق الطبي البريطاني يتلخص في مواجهة حالات الأمراض والعدوى وتقديم المساعدة الطبية اللازمة، وأخذ عدد أعضاء هذا الفريق في التقلص سنويا بعد أن اطمأنت الحكومة البريطانية على المستشفيات والخدمات الصحية التي تقدمها المملكة، علما بأن هذا الفريق يمثل بروتوكولا بريطانيا يقتضي بإرسال فريق طبي مع أي بعثة بريطانية، سواء كانت سياسية أو إعلامية، مثل تغطيات كأس العالم أو البطولات الكبرى والأحداث العالمية، وتدين البعثات البريطانية للحج بهذه الفكرة، حيث كان إقرار البروتوكول قبل 15 عاما، عندما دعمت الحكومة البريطانية بعثة الحج بفريق طبي، حرصا منها على صحتهم وتسهيل حجهم، ومع نجاح الفكرة تقرر تعميمها على باقي البعثات البريطانية. بينما يتدخل الفريق الإداري عند الحاجة للأوراق الرسمية كحالات فقدان الجواز أو تصريح الحج، وعند مواجهة مشكلة من شركات الحج والعمرة، ترسل الحكومة البريطانية هذا الفريق مع البعثة تفاديا للبيروقراطية التي من شأنها أن تؤخر الحاج عن قضاء مناسكه، أو تؤخر عودته للوطن مبرور الحج. وشدد على وجود تعاون وثيق بين القنصلية البريطانية والمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا لرعاية حجاج بريطانيا وتقديم كل الخدمات اللازمة لهم، مشيرا لوجود تواصل دائم مع رئيس المؤسسة المطوف السيد طارق عنقاوي لحل أي إشكالية قد تواجههم. وامتدح المطوفين السيد هاشم علوي وبهجت أسعد قنق اللذين ساعداه على أداء فريضة الحج هذا العام بصحبة أسرته، وذللا له كل العقبات. وأكد شوكت على أن تقليص أعداد حجاج الداخل والخارج والاستثمار في البنية التحتية لمشاريع المشاعر المقدسة سهل أداء مناسك الحج هذا العام، مشيرا إلى أن هذا سينعكس على الأعوام القادمة. وقال القنصل البريطاني: «كنا نسمع عن التعب والتزاحم في الحج فيما مضى إلا أن تقليص وفود الحجاج من الداخل والخارج والاستثمار في البنية التحتية في مشاريع المشاعر المقدسة سهل الحج هذا العام، وسينعكس هذا على الأعوام القادمة». وكشف القنصل البريطاني عن اجتماع مع قيادات وزارة الحج والمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج أمريكا وأوروبا بعد الموسم للترتيب للعام المقبل وتقديم أفضل خدمة ممكنة للحاج البريطاني . وعن دور الشركات البريطانية التي تعمل على تنفيذ العديد من المشاريع بين مكة والمدينة في مجال النقل العام، لفت إلى أن العديد من الشركات تعمل على توسيع استثماراتها في السعودية خلال الأعوام القادمة، مؤكدا أن قيام فريق من قطار مكة بزيارة بريطانيا بعد 15 يوما من الآن، للاطلاع على تجربة بريطانيا والاستفادة من خبرات شركاتها. يشار إلى أن شوكت ينحدر من أسرة باكستانية مسلمة وتعلم القرآن في مساجد بريطانيا، وهاجرت أسرته إلى بريطانيا منذ 50 عاما، وتلقى تعليمه في الأردن وقطر ومكث في العراق عامي 2006 و2007 م. وحرص شوكت منذ أن وصل إلى جدة على الاستعانة بمعلم لتعليم أبنائه أمور دينهم الإسلامي وتحفيظهم القرآن الكريم ومعاني الإسلام السامية دأبا على ما سار عليه والداه معه.