أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، أن الإمارة فتحت ملف قضية وفاة أبناء سعود الدحيم الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية، مشيراً خلال تقديم تعازيه ومواساته للأسرة هاتفياً أن الإمارة ستتابع ملف القضية كاملا. وكان سعود الدحيم قد تلقى اتصالا هاتفيا من سمو أمير منطقة الرياض عبر من خلاله عن تعازيه الحارة ومواساته في وفاة خمسة من أبنائه (ابنه وأربع من بناته) إثر حادث مروري مروع تسبب به شخص كان بحالة غير طبيعية وذلك أمس الأول بحي الياسمين. من جهته روى ل«عكاظ» قريب أسرة الدحيم؛ عبدالرحمن الماجد تفاصيل الحادثة، وقال إن الفقيد عبدالملك الدحيم، منتسب بجامعة الأمير سلطان، عاد من امريكا التي ابتعث لها لدراسة اللغة الإنجليزية، لأداء شعيرة الحج، وعندها اشترى له والده سيارة «أودي» وبعد أدائه لفريضة الحج، رجع لبيته حيث وصل الرياض في تمام الساعة 11:45 ثم سلم على والدته، بعدها أخذ أخواته الأربع وابنتي أخيه عبدالعزيز للقيام بجولة بسيارته الجديدة في حي الياسمين بنفس موقع الحادث. واستطرد يقول: «في تمام الساعة 1:45 وقع الحادث المشؤوم، حيث اصطدم مخمور يبلغ من العمر 41 عاما بالرصيف أولا ثم صدم السيارة من فوق، مما تسبب في انقلابها ووفاة الخمسة بالحال». وأشار الماجد إلى أن الفقيدات الأربع المتوفيات بالحادث شقيقات الفقيد عبدالملك وهن، عبير «19 عاما» وندى ونهى «توأم 21 عاما» وحصة موظفة في مدرسة أهلية «25 عاما». أما المصابتان فهما ابنتا شقيقه عبدالعزيز، نورة «3 سنوات» مصابة بإصابات خطيرة في الدماغ نقلت أمس من مستشفى المملكة إلى مدينة الملك فهد الطبية، وجواهر «سنتان» أصيبت بكسر وخرجت من المستشفى مساء أمس. وأوضح الماجد، أن الأسرة قررت توكيل محامٍ للمطالبة بالقصاص، وأنهم لن يتنازلوا عن حقهم حتى لو استمرت القضية 50 عاما، وأضاف: «القاتل فقد عقله باختياره، وقاد سيارة وهو مخمور بسرعة 180 إلى 200 كيلومتر في الساعة، فعندما يقوم بالقيادة ويقتل خمسة بسبب السكر وهو محرم لدينا، فهذه تعتبر جناية وليسن حادثا مروريا فقط». وأوضح الماجد أنه وعلى نفس الطريق «طريق أنس بن مالك» توفيت أم وابنتاها قبل ثلاثة أسابيع في حادث بسبب مخمور آخر، حيث تنتشر الاستراحات في نهاية الطريق مشيرا إلى أن الزوج المكلوم الذي فقد زوجته وبناته قدم التعازي لأسرة الدحيم ووقف بجانبهم لمشاركتهم له نفس الفاجعة. يشار إلى أن والد المتوفين سعود الدحيم داعية بوزارة الشؤون الإسلامية منذ 28 سنة. من جهته قال الدكتور حمد الماجد عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية «قريب أسرة الدحيم» إنه فجع في خمسة من أبنائه في حادثة حي الياسمين شمال الرياض، معربا عن حزنه الشديد في هذه الفاجعة. وقال الماجد الذي تلقى النبأ في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس في اتصال هاتفي أجرته معه «عكاظ»: «إن ما حدث فاجعة هزت مشاعر الجميع، وإن كان أثرها أشد وطأة على أسرة الدحيم، ولا نملك إلا الدعاء بأن يجبر الله مصاب أسرة الضحايا ويرحم عبدالملك وشقيقاته ويشفي المصابين». كما تواصلت «عكاظ» مع شقيق المتوفين عبدالله الدحيم والذي فضل عدم الحديث بالوقت الحالي بسبب حالته النفسية من الفاجعة، طالبا من الناس الدعاء لإخوته بالرحمة والمغفرة. إلى ذلك زار وزير الاسكان د. شويش الضويحي ورئيس مكافحة الفساد «نزاهة» محمد الشريف، ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبداللطيف آل الشيخ ومدير عام المرور في المملكة اللواء عبدالرحمن المقبل، والشيخ صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء المسلمين، أسرة الدحيم، حيث قدموا لهم واجب العزاء في فقدهم ومصابهم الجلل.