شهدت محطة النقل الجماعي في جدة يومي أمس وأمس الأول توافد أعداد كبيرة من حجاج الداخل العائدين إلى مواقع عملهم أو سكنهم في مختلف مناطق المملكة وكذلك المسافرين إلى الخارج برا، وتجمع المئات من الحجاج في طوابير طويلة بحثا عن حجز مقاعد للسفر إلى مدنهم ومحافظاتهم، فيما بدأ ميناء جدة الإسلامي أمس بتوديع الحجاج المغادرين بحرا بعد أداء المناسك وفق رحلات مجدولة مسبقا بواقع رحلتين أو أكثر يوميا. وقد اكتظت ساحة محطة النقل الجماعي بعدد من المواطنين والمقيمين من الكدادة، وشهد الطريق المحاذي لها ازدحاما مروريا كثيفا استلزم تدخل رجال المرور لتيسير حركة المركبات، فيما اضطر العديد من الراغبين في السفر للاستعانة بالسيارات الخاصة. «عكاظ» تجولت في محطة النقل ورصدت التنظيم الذي تم وضعه مبكرا لمواجهة هذا الزحام من خلال توفير المزيد من المقاعد والتعريف بكيفية التسجيل، ورصدت بجوار المحطة عشرات السيارات والحافلات الخاصة يحاول سائقوها اصطياد المسافرين مستغلين الزحام وازدياد الطلب على السفر برا، حيث يتفاوضون مع مجموعة تناسب مسار رحلاتهم بمبالغ معينة يتم الاتفاق عليها، وتشهد الحافلات الخاصة إقبالا من المسافرين خاصة الوافدين الذين يفضلون الانتقال بها كونها الأقل تكلفة. خطة مرورية جديدة إلى ذلك كشف ل «عكاظ» مدير مرور محافظة جدة العميد وصل الله الحربي، عن إطلاق خطة مرورية جديدة يوم غد الاثنين، بالتزامن مع عودة المدارس تركز على الشوارع الرئيسة والميادين التي تشهد كثافة في المركبات، خاصة في اوقات الذروة المعروفة. وبين العميد الحربي أن إدارته كانت قد وضعت خطة محكمة لتيسير الحركة المرورية داخل المحافظة بدأ تطبيقها مطلع شهر ذي القعدة الماضي، متضمنة تكثيف الدوريات ورجال المرور ميدانيا سيما في النقاط والشوارع التي توجد فيها كثافة مرورية، وامام مواقف السيارات والنقل الجماعي، فيما تم تكليف 14 دورية للمرابطة أمام كل موقع، لافتا إلى أنه يتم الان تخفيف عدد دوريات المرور لتامين الكورنيش. 34 رحلة لحجاج البحر من جهته قال مصدر مسؤول في ميناء جدة الإسلامي، إن الميناء بدأ أمس في تنفيذ رحلات العودة لحجاج بيت الله الحرام المغادرين إلى بلدانهم بعد أن من الله عليهم بأداء المناسك، مشيرا إلى أن هناك جدولة لرحلاتهم بواقع رحلتين أو أكثر يوميا، متوقعا أن يصل العدد إلى نحو 34 رحلة تنقل 18 ألف حاج، سيتم تسفيرهم بنهاية الموعد المحدد وفقا للجدولة المعدة مسبقا. وأوضح أن هناك تنسيقا مستمرا مع كافة الأجهزة ذات العلاقة في الميناء لتسهيل عودة الحجاج وتقديم أفضل الخدمات لهم وتوفير الإمكانات اللازمة، لافتا إلى أن هناك حافلات مجهزة عن طريق النقابة العامة للسيارات لنقل الحجاج الى الميناء، كما أن وزارة الحج وضعت خطة متكاملة لمغادرة ضيوف الرحمن بمتابعة وزير الحج الدكتور بندر الحجار، مشيرا إلى أنه تم تعيين عدد من الموظفين المؤقتين في وظائف موسمية، إضافة إلى موظفي الوزارة للعمل على خدمة ضيوف الرحمن في الميناء. وبين أن الوزارة تشرف على الخدمات التي يقدمها مكتب الوكلاء الموحد والنقابة العامة للسيارات لضيوف الرحمن القادمين عن طريق البحر منذ وصولهم وحتى عودتهم إلى بلادهم. استعدادات الجوازات من جهته، أوضح العقيد محمد الوادعي مدير جوازات الميناء أن التجهيزات في الميناء تمت منذ وقت مبكر وهناك تنسيق مستمر مع كافة الأجهزة والإدارات الحكومية القائمة على خدمة ضيوف الرحمن القادمين بحرا من أجل تقديم كل ما من شأنه راحتهم وسلامتهم وإنهاء إجراءاتهم في أسرع وقت ممكن. وبين العقيد الوادعي أن هناك 28 جهاز حاسب آلي في الكاونترات لتسريع خدمة الحجاج بكل دقة وإتقان، كما أن هناك أجهزة للبصمة وأخرى لكشف التزوير يعمل عليها ضباط وأفراد متخصصون في هذا الشأن، مؤكدا أن التنسيق مستمر مع إدارة الميناء ووزارة الحج ووكالات السفر لمعرفة مواعيد وصول الرحلات، مشيرا إلى أن الجميع وضع في هذا المكان لخدمة وراحة ضيوف الرحمن وتقديم كل ما فيه راحتهم وسلامتهم لكي يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة. إلى ذلك، تابعت الأجهزة الحكومية في الميناء كافة الترتيبات لمغادرة الحجاج القادمين بحرا، فيما أكملت وحدة أمن الميناء التابعة لقيادة حرس الحدود بمنطقة مكةالمكرمة، وإدارة الميناء، كافة الترتيبات اللازمة بدءا بتجهيز الأرصفة ومراسي السفن والعبارات وصالات المغادرة وتوفير كافة الخدمات بها بالتنسيق مع الأجهزة والجهات ذات العلاقة، وذلك بإشراف ومتابعة ميدانية من قبل المدير العام للميناء الكابتن ساهر بن موسى طحلاوي ومساعديه.