وصف القنصل العام الفرنسي الدكتور لويس بلين موسم حج هذا العام بالمثالي بكل المعايير، وعزا ذلك للإجراءات التي اتخذتها السلطات السعودية خلال حج هذا العام سواء فيما يتعلق بتخفيض نسب الحجاج القادمين من خارج المملكة نظرا للمشروعات الضخمة الجاري تنفيذها حاليا بالمسجد الحرام بمكةالمكرمة لاسيما مشروع توسعة «المطاف» وكذلك إجراءات منع حجاج الداخل غير المرخص لهم من دخول مناطق المشاعر المقدسة مما كان له الأثر البالغ في النجاحات التي حققها هذا الموسم. ونوه القنصل الفرنسي بالجهود الكبيرة التي بذلتها وتبذلها المملكة العربية السعودية في سبيل راحة حجاج بيت الله الحرام منذ دخولهم للأراضي المقدسة وخلال رحلة الحج وما قدم ويقدم من مشروعات في مكةالمكرمة ومنى وعرفات ومزدلفة وما يوازيها من خدمات تبذل وتوفر لضيوف الرحمن أثناء تأديتهم فريضة الحج، مؤكدا أن النجاحات التي تحققت في حج هذا العام غير مسبوقة وتعكس مدى الاهتمام والرعاية الكريمة التي توليها حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وتسخيرها كل الطاقات والإمكانات وتذليلها كل العقبات من أجل راحة وسلامة الحجيج. وأكد بلين أن قرار خفض نسب الحجاج هذا العام بسبب مشروع توسعة «المطاف» بالحرم المكي الشريف، ساهم في تنظيم أفضل، مشيرا إلى أن الإسلام في فرنسا أصبح من الديانات الرسمية، موضحا أن عدد المسلمين وصل لأربعة ملايين جزء كبير منهم من مواليد فرنسا ولا يقتصر فقط على المغتربين العرب خصوصا من دول المغرب العربي الذين يحملون الجنسية الفرنسية. وشدد القنصل الفرنسي على أن الحجاج الفرنسيين يحرصون على أداء فريضة الحج والعمرة في كل عام، مثمنا دور السلطات السعودية والتسهيلات التي توفرها في هذا الشأن، مشيدا بالجهود التي بذلتها وتبذلها مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا على مستوى الخدمات التي تقدمها للحجاج الذين تشرف على خدمتهم وراحتهم ومستوى الخدمات التي توفرها لهم. وقال لقد لمست تعاونا كبيرا خلال لقائي بمسؤولي المؤسسة ومدى حرصهم على بذل أقصى الجهود من أجل راحة جميع الحجاج الذين يقومون على خدمتهم. وتطرق القنصل الفرنسي إلى الخطوات التي قامت بها القنصلية لخدمة حجاج فرنسا، موضحا أنها افتتحت قسما خاصا يعمل على مدار الساعة لخدمة الحجاج، مبينا أن هناك لقاءات متكررة مع وزير الحج وباقي المسؤولين لتنظيم الخدمات المقدمة للحجاج الفرنسيين، موضحا أن هناك برامج متكاملة للحجاج الفرنسيين قبل وصولهم للأراضي المقدسة تشمل برامج توعوية وتنظيمية وأخرى لشرح مناسك الحج والأنظمة في المملكة ليأتي الحاج ولديه خلفية متكاملة، مشددا على أنهم حريصون على تطوير هذه البرامج بشكل دائم. ووصف القنصل الفرنسي الدكتور لويس بلين علاقة المملكة العربية السعودية بالجمهورية الفرنسية بأنها علاقة قوية ومتينة وتاريخية وهي علاقة تصب في خدمة البلدين والشعبين السعودي والفرنسي وتتعداه أيضا لخدمة وحل كافة القضايا العالمية. وأضاف أن رعاية المملكة للمدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وقاصديها من الحجاج والمعتمرين والزوار وإقامة المشاريع العملاقة بها، محل تقدير العالم، واهتمام وشكر المسلمين كافة، ولا شك أن ما تقوم به المملكة من جهود مميزة في خدمة ضيوف الرحمن يعكس اهتمامها بتطوير الخدمات عاما بعد آخر. وأكد القنصل الفرنسي على أنه لن يغادر مكةالمكرمة حتى رحيل آخر حاج فرنسي، مشيرا إلى أن القنصلية افتتحت فرعا خاصا لمتابعة أوضاع الحجاج الفرنسيين. وشدد بلين على أن الحجاج الفرنسيين يرغبون في الخدمة الراقية «الخمس نجوم» وهو ما يحملنا مسؤولية مضاعفة، مشيرا لوجود تنسيق دائم ومستمر مع المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا لتلافي جميع العقبات وتقديم أفضل الخدمات. وأشار إلى وجود اتصال مباشر مع رئيس المؤسسة المطوف السيد طارق عنقاوي لتلافي أي سلبية تحدث خلال الحج، مثنيا على التعاون مع مؤسسة مطوفي أوروبا بما انعكس على رقي الخدمة المقدمة للحجاج الفرنسيين. وكان القنصل الفرنسي رفض المكوث في جدة وجاء لقضاء فترة الحج متنقلا ما بين مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة على ظهر دراجته النارية المصرحة مع مرافقه محمد عبده، وحرص طيلة أيام الحج على تفقد الحجاج الفرنسيين البالغ عددهم 20 ألفا ما بين مساكنهم في مكةالمكرمة ومخيماتهم في عرفات ومنى.