أكد إعلاميون من دول مختلفة أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في حفل منى والتي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، دعوة للمسلمين لنبذ الخلافات والتناحر، وذلك من منطلق غيرته يحفظه الله على أمته الإسلامية، مشيرين إلى أن الكلمة وضعت الأمة الإسلامية في طريق واضحة المعالم، فلديها ثوابت لا يمكن أن تتخلى عنها. وأوضح الإعلاميون ومنهم: عادل الرزقي (تونس) ومجدي الحرازي (مصر) ومحمد قائد (اليمن) وحامد بريمة (السودان)، أن رسالة الملك عبدالله هي رسالة للعالم أجمع بأن الأمة الإسلامية تحترم المساهمات الإنسانية عبر التاريخ، لكن في نفس الوقت لا خيار أمامها في وجه من يحاول أن يستبد وفق نظرته الضيقة أو مصالحه، بأنها ميزان يحكم علاقة الأمة الإسلامية بالعالم، وبأن الأمة الإسلامية تحب التعايش مع العالم أجمع وأنها داعية سلام وحوار. وأشاروا إلى أن الكلمة تتضمن معاني التسامح والانفتاح والتضامن، ووجوب التمكين من سبل القوة لتحقيق النهضة، وتذليل المصاعب التي تواجه العالم الإسلامي، وتزيل كل ما يعيق تحقيق الاستقرار الذي يعد ركيزة للازدهار والتقدم. ورأوا أن الكلمة جاءت باتجاه واحد هو توحيد المسلمين وإنهاء التعصب الديني والمذهبي، والاهتمام بسيادة الدول الإسلامية والأمة، وعدم التفرقة بين الناس، وهي علاج للاختلافات الدينية أو المذهبية، وأن الدعوة إلى إنشاء مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية هو الطريق إلى إنهاء الاختلاف لأنه الخطر الأكبر الذي يواجه الأمة، وفي ذلك التشدد في تفسير الفروقات بين المذاهب، فلو حصل تقارب لحلت معظم المشكلات والخلافات بين الدول الإسلامية. وبينوا أن الكلمة تضمنت من الرؤى ما يعد منطلقا لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجهها الأمة الإسلامية اليوم، كما أن دعوته لنبذ الفرقة والشتات والتوحد تقديرا لقيم ومبادئ الدين الحنيف تعد مدخلا عظيما لتعزيز قيم التسامح والمحبة فيما الشعوب والثقافات والمذاهب، ودعوته للحوار بين المذاهب الإسلامية يعد موجها وهدفا لتجاوز حالة الخلافات المذهبية التي ابتليت بها هذه الأمة. وأكدوا أن ما ورد في ثنايا الكلمة يمثل نظاما جوهريا يلامس قضايا وأمورا ملحة وتحديات عظيمة تواجه الأمة، خاصة في السنوات الأخيرة، ومن أهمها إعادة وحدة صف الأمة الإسلامية الذي شهد تصدعا ملحوظا مما أضعف دورها وتأثيرها في ريادة وقيادة العالم من حولها، وذلك بسبب تفرق السبل وضيق النظر تجاه قضايا الأمة الكلية. وأجمعوا على أن دعوات خادم الحرمين الشريفين ومبادراته للعالم تسعى إلى خلق وسائل وآليات للحوار الفكري والديني والثقافي، وهي ضد التعصب الضيق والتمحور، ودعوته للحوار بين المذاهب الإسلامية هي دعوة عظيمة من شأنها أن تطفئ الغلو والتعصب والتطرف الذي صار سمة وواقع الأمة الآن، ولا أدل من ذلك التطاحن الذي تشهده الساحة الإسلامية الآن في كثير من المناطق والأنحاء، كذلك أمر احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية يمثل مبدأ مهما في صيانة واستقرار العلاقات بين البلدان. ألسنة وألوان متنوعة واللافت عند زيارة مقر وزارة الثقافة والإعلام في المشاعر المقدسة وتحديدا في منى، هناك ألسنة وألوان متنوعة بين الإعلاميين ال 300 الذين حضروا من أنحاء العالم لتغطية موسم الحج، وسوف تكرمهم الوزارة اليوم في جدة. هؤلاء الإعلاميون يمثلون 26 قناة فضائية ووكالة أنباء وإذاعة وصحف عالمية، رصدوا الأحداث بالصوت والصورة، بعضهم جاءوا للتغطية المباشرة وتنتهي مهمتهم، وآخرون سجلوا برامج وثائقية وتثقيفية، وفئة أعدت برامج درامية تتحدث عن الموسم. ليس ذلك فحسب، بل هناك من جاء لتغطية موسم الحج في مرات بعدد الأصابع، وآخرون لهم تاريخ طويل في ذلك يصل إلى 30 عاما لم ينقطع فيها، وبعضهم يأتي إلى المشاعر المقدسة لأول مرة مثل محمد أحمد بريمة (مذيع سوداني) الذي يقول: «لي خبرة سنوات في نقل وقائع الحج ولكن من مقر الإذاعة في الخرطوم عندما كنا ننضم لموجات إذاعة المملكة، وجئت هذا العام لأول مرة لأنقل الحدث في تعليق مباشر من المشاعر المقدسة». ويؤكد بريمة أن الاختلاف كبير؛ في السودان كانت التغطية ذهنية وهذه المرة يعيش الأجواء على الطبيعة، مضيفا «لا أستطيع أن أصف شعوري وأنا أشاهد حجاج بيت الله الحرام وقوفا على صعيد عرفات، كنت أعيش الأجواء الروحية التي يعيشها الحجاج، بعد أن كنت أتابعها عبر التلفاز ثم أعلق عليها، لذلك عشتها بصدق وحقيقة، حيث شعرت بأن الشخص هنا يتوحد في ذاته روحيا وبدنيا وكيانا في اتجاه واحد ومقصد واحد». وعكس بريمة، فهناك إعلامي مخضرم من السنغال وهو سيدي الأمين نياس، حيث إن له 30 عاما يغطي موسم الحج من المشاعر المقدسة، لم ينقطع عنها عاما واحدا. نياس، مؤسس شبكة الفجر الإعلامية في السنغال، ينقل لقرائه ومشاهديه ومستمعيه عبر صحيفة وفضائية وإذاعة الفجر أحداث الحج أولا بأول عبر رسائل يومية مسجلة أو بث مباشر من المشاعر المقدسة وخاصة من عرفات. ومع ذلك النقل الحي لنياس من المشاعر المقدسة باللغات السنغالية والفرنسية والإنجليزية، فإنه يذكر متابعيه بدروس وعبر الحج، ومناسكه العظيمة، وتاريخ هذه العبادة، إضافة لمواكبته تحركات الحجيج بين مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، لذلك تجد قبولا كبيرا لنياس من أبناء جلدته خاصة أنهم يرونه كل عام في هذا المكان منذ 30 عاما. ويربط نياس في نقله للحدث من المشاعر المقدسة بين العيد في بلاده والعيد في الأماكن المقدسة، محللا خطبة يوم عرفة التي يلقيها عادة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مركزا على ما قاله آل الشيخ حول التعاون والتضامن الإسلامي ووحدة المسلمين أبرزها الوحدة الاقتصادية. يوضح نياس أنه أسس شبكته الإعلامية في السنغال بعد عودته من دراسة العلوم الشرعية في الأزهر عام 1973، بدأها بصحيفة نصف شهرية ثم تحولت عام 1994 إلى صحيفة يومية تحتل المرتبة الأولى في قائمة الصحف الأهلية السنغالية، ثم بعدها تفرعت ثلاث مطبوعات، لينشئ قناة فضائية وإذاعة محلية تعملان منذ عقدين من الزمان.